قبائل التبو والطوارق

قبائل التبو

كلمة التبو مكونة من مقطعين صوتيين ( تُ ) وتعنى فى لغة التبو الدنيا او العالم .
والمقطع الثاني ( بوُ ) وتعنى في لغة التبو الكبير . فتفسير الاسم فى لغة التبو ( الدنيا أو العالم الكبير) وقد عرفها بعض الباحثين بأنها مأخوذة من تبوك, وقال آخرون إن القوم كانوا كفاراَ فقيل لهم توبوا فمن هنا سموا بالتبو وهذا لا معنى له, إذ عرفوا بهذا الاسم قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام بنحو خمسمائة سنة, سواء أن اختلف الرواة أم إتفقوا في ماهية الاسم أو الكلمة فالأسماء لا تعلل .
وإستنادا إلى المصادر التاريخية القديمة وأبحاث بعض المؤرخين المعاصرين وكتب بعض الرحالة الغربيين الذين تحدثوا وكتبوا بإيجاز عن التبو عند حديثهم عن الصحراء الكبرى وجنوب شرق ليبيا وجبال تيبستى وشمال تشاد وشمال شرق النيجر, إذ نستخلص من جملة ما كتبوه عن التبو إنهم ينتمون إلى قبيلة التمحو التي عرفت في التاريخ القديم منذ ما يقارب من خمسة الآف سنة والتي تعتبر تاريخيا من القبائل الليبية القديمة ,وتشير إحدى النصوص المصرية القديمة إن الفراعنة كانوا يستوردون ما يسمى بحجر تمحو أو حجر واوات(الفيروز الأخضر) من بلاد الواوات فى ارض تمحو الواحات المعروفة بالواوات ( واو الناموس – وواو الكبير) وهذا صحيح وثابت إذ أن ( ايغى زوما ) تقع بالقرب من واو الناموس وحتى الآن التبو يسمون المكان باسمه ( ايغى زوما ) وزوما بلغة التبو معناها ( الفيروز الأخضر ) والى زمن قريب كان التبو يتاجرون به .
ويقال أيضا أن التبو تنحدر أصولهم التاريخية القديمة الموغلة في القدم من القبائل العربية اليمنية القديمة التي هاجرت بعد انهيار سدود سبأ باليمن بحثاَ عن الماء والمرعى مصدر حياتهم وحياة أنعامهم فاتجهوا غربا فدخلوا السودان ومصر وليبيا وشقوا طريقهم من هنا وهناك في تدافع شديد وعاشوا حياتهم ما بين المد والجزر والكر والفر سنيناَ طويلة واستقر بهم الأمر في الصحراء الكبرى ويرجح هذا الرأي قرائن عديدة وقواسم مشتركة من صفات اختص بها الأصل العربي دون غيره من الأجناس البشرية منذ القدم من ذلك أنهم بدو رحل يرتحلون من مكان إلى آخر طلبا للماء والكلأ يحبون تربية الإبل والأغنام ويتمتعون بمهارة فائقة في ذلك ,ويصنعون من جلودها وأشعارها واوبارها أثاثا وأدوات ووسائل عديدة تنم عن مقدرة وذكاء يتمتعون بهما
يمتازون بالفراسة ومعرفة الأنساب والأنواء وتقصى الأثر ومعرفة النجوم والسير على هديها ليلا ويتمتعون بالخبرة في الصحراء وينفردون بمهارات في ترويض الإبل وركوبها ولهم خفة وسرعة ورشاقة وقدرة على صعود الجبال يتصفون بالفروسية والجود والكرم وينفردون بالشجاعة والجرأة والشدة والصدق والأمانة والصبر والقدرة على التحمل وقوة الإرادة والعزيمة ,وغذاؤهم المفضل ( التمر واللبن ) وأحب الحيوانات إلى نفوسهم الإبل والغنم وأحب الأشجار إليهم النخيل ,ومن آلاتهم الموسيقية الربابة ويسمونها ( كيكي ) و ( العود ) ويسمونه( كللي ) ويشد من ثلاث أوتار فقط من آلات الحرب عندهم (الحراب والرماح والخنجر والسيف وشنقر منقر والفأس ). من تقاليدهم وعاداتهم العار لا يمحى إلا بالدم ,و الأخذ بالثأر ولو طال الزمان ما لم يبرم عقد صلح بين القاتل وأولياء الدم بدفع الدية المقررة عرفا وشرعا وأولياء الدم ليس العصبة فقط وإنما يشاركهم فيه الأقرباء من الأم فهم شركاء مع العصبة في اخذ الثأر من القاتل , وأيضا من أعرافهم أنهم لا يتزوجون من بنات الأقرباء .
التداوى بالأعشاب الطبيعية والحجامة والكي بالنار عادات راسخة في ثقافتهم وايضا يشتغلون بتجارة القوافل بين المشرق والمغرب والجنوب وهم حلقة وصل في ذلك بين شعوب المنطقة . ولديهم نظام عرفي اجتماعي صارم وأحكام عرفية معتمدة ومجالس تحكيم تتكون من العقلاء والحكماء يلجأ إليها المتخاصمون ويحتكمون عندهم في المنازعات وكافة القضايا وأحكام مجالس الحكماء نافذة. الديانة : التبو يدينون بدين الإسلام ولا يوجد من بينهم من يعتنق غيرالإسلام ديناَ وأيضا مذهبهم مالكي . فمعالم آثار الرسومات على الصخور التي توجد في جبل العوينات في أقصى الجنوب الشرقي ومثلها التي توجد في جبل أبو غنيمة بالهاروج في الوسط وهى نفس الرسومات التي توجد في جبل اكاكوس في أقصى الجنوب الغربي تعطى دلالات واضحة على أن هذه المنطقة الممتدة من الصحراء كانت عامرة ومأهولة بالسكان وان عدد هم كان كثيرا وبالرجوع إلى ما اكتشفه علماء الآثار والأجناس والتاريخ في هذه المنطقة تشير المعلومات إلى وجود علاقة وصلة قوية بين التبو والطوارق وهم جميعاَ قد ينتمون إلى أصل واحد في جذورهم التاريخية القديمة إلى ( التمحو والجر منت ) كما يوجد شبه بين التبو والطوارق في الملامح وبعض العادات والتقاليد وفى الملابس والمقتنيات الشعبية فالثابت في التاريخ القديم ( إن التبو والطوارق هم ملوك الصحراء الكبرى ) كما قال عنهم المؤرخ هيرودوت الأغريقى أبو التاريخ في القرن الخامس قبل الميلاد في كتابه الرابع فالتبو يقعون في الجزء الشرقي من الصحراء الكبرى والطوارق يقعون في الجزء الغربي منها .لكن تقلص عدد التبو نتيجة للغزوات التاريخية التي تعرضوا لها عبر التاريخ إبان التدافع القبلي ثم مات عدد كثير منهم في الحروب والمعارك الطاحنة ضد الغزاة الإيطاليين والفرنسيين . التعليم : الذين لهم النصيب من التعليم والمعرفة عدد قليل و للتبو الليبيين الحظ الأوفر في التعليم والمعرفة ,أما التبو في شمال النيجر وتيبستى وشمال تشاد حظهم ونصيبهم من التعليم والمعرفة قليل فهم تلقوا تعليمهم باللغة الفرنسية في النيجر وتشاد ثم أكمل بعضهم تعليمهم العالي بفرنسا وبعض الدول الأخرى أما الذين تلقوا تعليمهم باللغة العربية فمعظمهم تعلموا في ليبيا .



الطوارق

يشكل الطوارق المجموعة الأمازيغية الأكثر توغلا في أفريقيا جنوب الصحراء والأكثر انفصالا عن السكان العرب بالشمال الأفريقي، ومن المفارقة أنهم في أسلوب عيشهم ونمط حياتهم أقرب الناس إلى البدو العرب.

وقد درج المهتمون بالطوارق على كتابة اسمهم بالطاء وكان الأولى أن يكتب بالتاء، لأن اسمهم -حسب بعض الباحثين- مأخوذ من كلمة "تاركة" وهو واد في منطقة فزان بليبيا، والنسبة إليها "تاركي"، فالاسم مأخوذ من مكان بليبيا لا من اسم القائد المسلم طارق بن زياد.

ويطلق عليهم أيضا في الكتابات الأوروبية "الرجال الزرق" نظرا لكثرة استعمالهم القماش الأزرق لباسا. ويفضل الطوارق أن يطلق عليهم اسم "إيماجغن" أو تماشق" وهما مرادفان لأمازيغ ومعناها الرجال الأحرار.

وبحكم مجاورتهم للعرب في الشمال وللأفارقة الزنوج في الجنوب، صار الطوارق شعبا مهجنا يجمع في دمائه أعراقا طارقية وعربية وأفريقية.

العدد والفضاء الجغرافي


في غياب إحصاءات دقيقة وموثقة لا يمكن إعطاء رقم صحيح عن عدد الطوارق في منطقة الساحل الأفريقي أو في دول شمال أفريقيا. وثمة تقديرات غير رسمية تذهب إلى أن عددهم الإجمالي يناهز 3.5 ملايين، نسبة 85% منهم في مالي والنيجر والبقية بين الجزائر وليبيا. وتذهب نفس التقديرات إلى أنهم يشكلون من 10% إلى 20% من إجمالي سكان كل من النيجر ومالي.

ويوجد الطوارق في مناطق صحراوية تمتد من الجنوب الليبي حتى شمال مالي، ففي ليبيا يوجدون بمنطقة فزان أما في الجزائر فيوجدون بمنطقة الهقار. وفي مالي يوجد الطوارق بإقليمي أزواد وآدغاغ، أما في النيجر فوجودهم أساسا بمنطقة أيِّير.

وتتميز هذه المناطق الأربع بأنها الأكثر جفافا والأقل سكانا من غيرها من مناطق الدول المذكورة. وقد ظل الطوارق إلى عهد قريب خبراء هذه الصحراء الكبرى العارفين بمسالكها المؤمنين لحركة القوافل بها، وقد أعانهم على ذلك صبرهم وشجاعتهم ومعرفتهم بأماكن الماء وإتقانهم الاهتداء بالنجوم.

ويتيمز الطوارق عن غيرهم من الأمازيغ بحفاظهم على لهجتهم الأمازيغية "تماشق" وعلى كتابتها بحرفهم الخاص "تيفيناغ" الذي يكتب من اليمين إلى الشمال ومن فوق إلى تحت والعكس.

المجتمع الطارقي
ينقسم المجتمع الطارقي -شأنه في ذلك شأن المجتمعات البدوية التقليدية- انقساما وظيفيا، حيث تحدد مكانة الشخص حسب انتمائه إلى طبقات اجتماعية محددة. وفي أعلى الهرم الاجتماعي الطارقي نجد:

"إيماجغن": وهم السادة، ويليهم

"إينسلمن": وهم الطبقة المهتمة بالتعليم والتعلم والدين ثم

"إيمغاد": الطبغة الغارمة

"إينادن": طبقة الصناع التقليديون

"بلاس" أو "بزوس": الأرقاء المحررون.

"إكلان": طبقة العبيد

وتحظى المرأة الطارقية بمكانة خاصة، فمجتمعهم يعد –حسب الباحثين في علم الاجتماع- من المجتمعات الأمومية. وجميع الطوارق مسلمون متمسكون بالمذهب السني المالكي.

والطوارق عبارة عن كونفدراليات قبلية كبيرة يمكن توزيعها إلى مجموعات من أبرزها:


كل تماشق أي "المتكلمون بالأمازيغية" (وهم أساسا كل أهغار وكل أجر ويوجدون بالجزائر وليبيا).
*
كل أيِّير
*
كل غريس
*
أولمدن كل دنيك (النيجر)
*
أولمدن كل أتاريم (مالي)
*
كل تادمكت أو كل السوق (مالي)
*


كل آدغاغ (مالي)
*
كل أنتصر ويذهبون إلى أن نسبهم من الأنصار (مالي)


يغلب على الطارقي وضع لثام يبلغ طوله أحيانا أربعة أو خمسة أمتار. ويلازم اللثام الرجل الطارقي في الحل والترحال ويلفه بإحكام على جميع وجهه حتى لا يظهر سوى العينين. ولا يرفع الطارقي لثامه ولو عند تناول الطعام، وغالبا ما كان من القماش الأسود.

ويشارك الطوارقَ في وضع اللثام بعض المجموعات الصحراوية مثل قبائل صنهاجة الذين عرفوا بالملثمين. وتعددت تفاسير تمسكهم باللثام، فمنها الحياء الغالب على تلك الشعوب. وقد ذكر ذلك الشاعر الأندلسي أبو حامد المعروف بالكاتب حين مدح دولة المرابطين وكان أمراؤها صنهاجيين بقوله:

قوم لهم درك العلا من حمير
وإن انتموا صنهاجة فهم هم
لما حووا إحراز كل فضيلة
غلب الحياء عليهم فتلثموا

ولعل للعامل البيئي دورا حاسما في غلبة اللثام على هذه الشعوب


الصحراوية، فالعواصف الرملية والحرارة المرتفعة في الصيف والبرد القارس في الشتاء تتطلب غطاء يقي رأس الإنسان الصحراوي.
الطوارق اليوم

قاوم الطوارق الاستعمار الفرنسي ببسالة واشتهر قتل الفرنسيين عام 1916 لرئيسهم الأمنوكال (الشيخ) فهرون قائد أولدمن (كل أترام).

ومنذ استقلال الدول التي يوجد بها الطوارق وعلاقتهم بالأنظمة المتعاقبة غير ودية خاصة مع مالي والنيجر.

كان أول تحرك سياسي للطوارق سنة 1963 مطالبين بحقوقهم السياسية في مالي، إلا أن حكومة الرئيس السابق مودبو كيتا قمعتهم بشدة وزجت بأغلب نشطائهم في السجون.

ومع بداية تسعينيات القرن الماضي نشطت حركات مسلحة طارقية في مالي والنيجر، وقامت الجزائر بوساطة بين مالي والمسلحين فقد تم توقيع اتفاق سلام بتمنراست في يناير/ كانون الثاني 1991، وهو اتفاق لم يحترمه الطرفان المتنازعان في الغالب. وقد تزايد العنف بين الجيش المالي وحركة التمرد مما دفع الآلاف من الأسر للجوء إلى موريتانيا والجزائر وبوركينا فاسو.

وقد عرف طوارق النيجر هجرة واسعة إلى ليبيا في عهد الرئيس السابق سيني كونتشي، وبعد موته سنة 1987 حاول خلفه الرئيس علي سيبو أن يتصالح مع المعارضة الطارقية في ليبيا، غير أن مواجهات دامية بين الطوارق والجيش النيجري اشتعلت بعد القمع الساحق الذي تعرض له الثوار على أيدي الدرك النيجري.

ورغم رعاية الجزائر وبوركينا فاسو لعدة اتفاقيات سلام بين المسلحين وكل من مالي والنيجر، لم يصل الوضع بعد إلى حد السلام والوئام، فلا الطوارق حصلوا على حكم ذاتي فضلا عن الانفصال، ولا مالي والنيجر
استطاعتا السيطرة على مناطق الطوارق الواسعة الأرجاء الصعبة المسالك.


تعليقات

  1. جبهة إنقاذ التبو وجبهة تحرير أزواد وجهان لعملة واحدة

    الكاتب: المركزكتب في: أبريل 08, 2012فى: شؤون افريقية| تعليقات : 4




    القوى الإقليمية والدولية والداعمة لأجندتهما التقسيمية

    مركز الناطور للدراسات والابحاث

    العناصر:
    1.تفاعلات التطورات في منطقة شمال مالي مع الأحداث في منطقتي الكفرة وسبها.
    2.جبهة تحرير التبو والكشف عن أجندتها الانفصالية.
    3.البعد الإسرائيلي للأحداث في الكفرة وسبها.
    4.دور تشاد وقوى دولية في هذه الأحداث.
    5.العلاقة بين الكفرة في ليبيا وإقليم أزواد في مالي.



    جبهة إنقاذ التبو وجبهة تحرير أزواد وجهان لعملة واحدة

    القوى الإقليمية والدولية والداعمة لأجندتهما التقسيمية

    التطورات التي شهدتها منطقة شمال مالي بعد سيطرة الجبهة الوطنية لتحرير أزواد عليها وإعلان الاستقلال أفرزت تفاعلات في منطقة الكفرة وسبها في ليبيا.

    هذه التفاعلات بدت تجلياتها في أكثر من مشهد:
    1.أن جبهة التبو كشفت وأفصحت عن أجندتها التقسيمية والانفصالية، ومن أبرز عناوين هذه الأجندة التقسيمية ما أعلنه عيسى عبد المجيد منصور الذي يدعي أنه زعيم الجبهة عن تغيير اسم الجبهة من جبهة إنقاذ التبو إلى جبهة إنقاذ قبائل التبو ثم جبهة تحرير التبو، عيسى ذهب إلى أبعد من هذا حين كشف وبشكل سافر عن مشروع انفصالي يقوم على أساس إقامة دولة لقبائل التبو تمتد من جبال تيبستي التابعة لتشاد حتى واحة أوجلا الليبية.
    2.أن عيسى عبد المجيد واسمه الحقيقي عيسى ماينا أنجري درستو هو تشادي الأصل ويحمل جنسية نرويجية، وقد أعلن عن تشكيل جبهة إنقاذ التبو في عام 2007 في النرويج، الجبهة تضم 20 شخصا يلاحظ عند استعراض أسمائهم أنهم ليسوا ليبيين وإنما تشاديين ومن دول إفريقية أخرى.
    3.أن عيسى عبد المجيد منصور وخلال ظهوره أمام العديد من وسائل الإعلام فضائيات (العربية والجزيرة) ووسائل إعلام فرنسية يحرص على التأكيد على أن ما يحدث في الكفرة ومنذ عام 2008 وحتى الاشتباكات الدائرة حاليا في سبها وفي الكفرة هي حركة تمرد تخوضها قبائل التبو الإفريقية ضد الهيمنة العربية ممثلة في قبيلة الزوية، وهدد بتصعيد هذا التمرد حتى يحقق أهدافه أي في إقامة دولة التبو.
    4.هددت جبهة تحرير التبو عبر زعيمها عيسى عبد المجيد منصور بالسيطرة على آبار النفط في الكفرة والسرير ومساومة الخارج على هذه الآبار نفط مقابل دعم من أجل انفصال واستقلال هذا الإقليم عن ليبيا.

    البعد الإسرائيلي للأحداث في الكفرة وسبها

    أخطأت التقارير والتحليلات التي تناولت الاشتباكات في سبها والكفرة عندما اعتبرتها مجرد اشتباكات قبلية دون أن يكلف معدو هذه التقارير أو التحليلات أنفسهم عناء التأمل والتعمق في فهم حقائق ما يحدث ويجري، بالرجوع إلى خلفية هذه الاشتباكات وعلى الأخص عام 2007 ثم 2011 يتضح أن ولادة ما يسمى بجبهة إنقاذ التبو هي نتاج مشروع قوى دولية وإقليمية.

    أهم القوى الإقليمية المتداخلة في تخليق وتوليد هذه الجهة:
    1.أن إسرائيل شاركت في الاجتماع التأسيسي للجبهة في أوسلو عام 2007 ثم في عام 2010، في المرة الأولى شاركت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيفي ليفني وفي الدورة الثانية داني أيلون نائب وزير الخارجية والذي يتولى إدارة ملف شمال إفريقيا في وزارة الخارجية الإسرائيلية.

    عيسى عبد المجيد التقى بعدد من المسؤولين في المنظومة الاستخباراتية الإسرائيلية (الموساد) والاستخبارات العسكرية (أمان) في باريس وبروكسل وفي برلين وكوبنهاجن ودول إفريقية.

    وأثناء الحرب التي شهدتها ليبيا عام 2011 التقى عيسى عبد المجيد بقيادات أمنية إسرائيلية عاملة في إفريقيا وكذلك قيادات سياسية تدير مؤسسات أمنية، حيث التقى مع كل من:

    - شلومو بن عامي وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق وأحد العاملين في مؤسسة الاستشارات الأمنية المتغلغلة في أكثر من 15 دولة إفريقية.

    - نسيم زويلي سفير إسرائيل الأسبق في فرنسا ومستشار للرئيس السنغالي السابق عبد الله واد والمسؤول عن إدارة النشاط السياسي لمؤسسة جلوبال التي يملكها الملياردير الإسرائيلي بيني شتاينمتس.

    - داني ياتوم رئيس الموساد الأسبق والذي يعمل في مؤسسة جلوبال كرئيس لطاقم المستشارين الأمنيين في الشركة.

    الجنرال يسرائيل زئيف رئيس شعبة العمليات السابق في الأركان العامة التابعة للجيش الإسرائيلي ومدير شركة جلوبال.

    هذه اللقاءات تجري بشكل منتظم منذ بداية العام الحالي في عدة عواصم إفريقية منها نجامينا وكناكري وأبيدجان وداكار.

    لكن أهم هذه اللقاءات وأخطرها تمت في عاصمة جنوب السودان جوبا عندما التقى وللمرة الثالثة بنائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيلون مع عيسى عبد المجيد في بداية شهر فبراير لنقل إليه رسالة من وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان تتضمن تعهدا إسرائيليا بدعم جبهة التبو على كافة الأصعدة.

    ردحذف

إرسال تعليق

لا تذهب قبل ان تضع تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأمثال الشعبية الليبية

غـــنـــــاوي وشـــتـــــاوي على ( الــــقــــــديـــــــم )

ما بي مرض غير دار العقيلة.. للمجاهد الفقيه رجب بوحويش