ألمانيا فوق الجميع

أدولف هتلر
Adolf Hitler

(1889-1945)

قائد ألماني
"ألمانيا فوق الجميع"

مواليد النمسا، من أسرة فقيرة أجبرته ظروفها المالية على ترك المدرسة باكراً، قام بعد تركه لمدرسته بأعمال مهنية مختلفة، حاول أن يحترف الرسم لكنه فشل. هاجر إلى ألمانيا بحثاً عن عمل مناسب له حيث استقر في ميونخ و هناك عمل دهاناً، شارك بالحرب العالمية الأولى حيث جرح كرتين و قلد وسام صليب الحرب لشجاعته.

بعد انتهاء الحرب بهزيمة ألمانيا، عمل على استنهاض الشعور القومي التعصبي عبر الدعوة مع بعض أصدقائه إلى الثأر و رفع عار الهزيمة، و بفضل مواهبه الخطابية الحماسية استطاع أن يؤثر في الجماهير المهزومة و يؤسس مع بعضهم في صيف 1919 حزب العمال الألماني ليغير اسمه بعد عام إلى حزب العمال الوطني الاشتراكي الألماني الذي اشتهر فيما بعد اختصاراً بالحزب النازي.
في العام 1923 وضع هتلر كتابه الشهير "كفاحي" و بالعودة إلى نصوص هذا الكتاب يمكن استخلاص مبادئ الحزب النازي و أهمها:
1.   التعصب للقومية الألمانية و اعتبار ألمانيا فوق الجميع.
2.   الدعوة إلى إصلاحات واسعة في الحقلين الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي.
3.   إقامة حكم وطني قوي يحل محل الحكم الديمقراطي الضعيف المتمثل في جمهورية ويمار.
4.   تخليص ألمانيا من العناصر الفاسدة و الخطرة على أمنها و سيادتها و كان المقصود هنا اليهود و الشيوعيين.
تأثر هتلر و رفاقه بالتنظيم الحزبي الفاشي الإيطالي و بموسوليني، من هناك أتت هيكلية الحزب النازي صورة طبق الأصل عن التنظيم الإيطالي الفاشي.
 استأثر هتلر بزعامة الحزب و اتخذ لنفسه لقب "الزعيم" فكانت طاعته ملزمة لكل نازي.

كانت قيادة الحزب النازي مؤلفة من رودولف هس و هيرمان غورنغ و جوزيف غوبلز و ألفرد روزنبرغ و هيزتش هملر و ارنست روهم و جميعهم كان لهم أدواراً مهمة في قيادة ألمانيا بعد ذلك.
استطاع هتلر فرض وجوده الحزبي على كل الأراضي الألمانية، و تم إنشاء جنود الصاعقة من ميليشيا الحزب و مهمتها انحصرت في حماية قيادة الحزب و ملاحقة و مقاومة القوى الحزبية المناوئة للنازية و كانت هذه الميليشيا تضع شارة الصليب المعقوف كشعاراً لها على قمصانها البنية اللون.

يمكن تقسيم تاريخ الحزب النازي و صعوده إلى أربع أدوار:
دور التأسيس من عام 1919-1923، و دور التنظيم من 1923-1929، و دور النمو السريع من 1930-1932، و دور الحكم المباشر من 1933-1945.

في ظل أجواء هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى و احتلال الفرنسيين و البلجيك لمنطقة الرور الألمانية الصناعية المهمة و أمام تخاذل رئيس الحكومة الألمانية ويمار عن المجابهة و الإقرار باتفاقية فرساي المذلة لألمانيا نشط النازيون في إثارة الحماس في صفوف الشباب حتى باتوا يشكلون قوة مؤثرة في الشارع الألماني، و قد ارتكز النشاط النازي في إلهاب الشعور القومي على:
1.   دعوة الشعب الألماني للانتقام لشرفه و كرامته.
2.   بناء ألمانيا القوية العظيمة.
3.   رفض معاهدة فرساي المذلة (دفع تعويضات للدول المنتصرة، احتلال الرور، إدانة ألمانيا في التسبب بالحرب).

اتفق هتلر مع الجنرال اريك لودندورف أحد كبار القادة الألمان على القيام بانقلاب للإطاحة بجمهورية ويمار لكن كشف  المحاولة قبل وقوعها أدى إلى سجن هتلر لخمسة سنوات قضى فيها سنة واحدة وضع خلالها كتاب "كفاحي".
أثر انكشاف مؤامرة الانقلاب ركز الحزب النازي نشاطه للوصول للحكم عبر الطرق الدستورية الشرعية.
مع بداية الأزمة الاقتصادية العالمية عام 1929 استفاد النازيون من سوء الحالة الاقتصادية العالمية و استغلوها لصالح تنفيذ برنامجهم السياسي و راحوا يلقون تبعة الأزمة على الحلفاء و معاهدة فرساي، و أن النهوض الاقتصادي الألماني مرهون بنقض هذه المعاهدة المذلة و انتهاج سياسة قومية مستقلة تعيد الاعتبار لألمانيا العظيمة، أثرت هذه الحملة على الناخبين الألمان فقفزت مقاعد الحزب البرلمانية من اثني عشر مقعداً إلى مئة و سبعة و أضحوا بذلك القوة الثانية بعد الاشتراكيين الديمقراطيين مما جعلت هتلر يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية لكنه لم يفز بها.

و في دورة الانتخابات النيابية التالية لها فاز الحزب النازي بـ 230 مقعداً و هو أكبر عدد من المقاعد يناله حزب واحد منذ تأسيس الجمهورية الألمانية. وجد رئيس الجمهورية المارشال هندنبرغ نفسه مجبراً على دعوة أدولف هتلر لتشكيل الوزارة و استلام الحكم و كان ذلك في 30 كانون الثاني عام 1933.
مع بداية الإمبراطورية الألمانية الثالثة بوصول هتلر للحكم تحقق لألمانيا في عهده الكرامة و مكانة  دولية مرموقة و تحولت ألمانيا خلال فترة عهده من 1933-1939 إلى دولة مستقلة موحدة قوية التسلح بموجب اتفاقية فرساي و ثم استرداد منطقة الراين المحتلة من قبل فرنسا و بلجيكا و أجبار جميع الدول على معاملة ألمانيا بشكل محترم و نقض اتفاقية فرساي بكاملها.
عمل هتلر خلال فترة حكمه على تجميع كل السلطات المطلقة و جيرها بالتالي لقمع خصومه و معارضيه أما بالاعتقال أو بالاغتيال أو بالنفي و قد تسبب جهاز الغستابو في قتل مئات الألوف من المعارضين و المشتبه بمعارضتهم للحكم النازي و كذلك امتاز حكم هتلر بالعداء الشديد لليهود و للشيوعيين و بالتعصب الأعمى للجنس الآري ضد الجنس السامي.
كان هتلر على إلمام بالنواحي العسكرية، و كان مطلعاً على مفهوم الحديث عن الحرب المدرعات و فن المناورة، فقد مول بناء سلاح المدرعات و وفر الأسلحة الأخرى ليحول فكرة الحرب الخاطفة إلى واقع فعلي، كما أمر بتشكيل سلاح طيران و أسطول غواصات. و على الرغم من تبني هتلر للتقنيات العسكرية الحديثة بمجرد ظهورها، و تفهمه لأهمية عاملي المفاجأة و الهجوم المكثف في الحرب الحديثة، فقد كان قائداً عسكرياً فاشلاً من حيث التقويم الكلي، فقد تجاهل نصائح مرؤوسيه المتمرسين و ضحى بجنوده في بعض الأحيان و عرض السكان المدنيين للخطر دون سبب وجيه.

مع بداية الحرب العالمية الثانية استطاعت القوات الألمانية أن تحرز انتصارات ضخمة على مختلق الجبهات العسكرية، و أضحى شبح هتلر يهدد العالم أجمع، لفكن أمام هجوم الحلفاء على ألمانيا في العام 1945 سقطت برلين.
في الساعة 15:30 من يوم 30 نيسان 1945 دخل أدولف هتلر و زوجته ايفا براون إلى مقصورتهما و القوات الروسية الغازية لا تبعد إلى مئة متر من مخبأهما، أطلق رصاصة الانتحار في فمه فيما تناولت زوجته السم،ـ و بناءً لوصيته أحرق جنوده جثتيهما لتطوي صفحة من صفحات التاريخ العالمي.

في وصيته الخاصة أوصى بممتلكاته الشخصية كلها للحزب و للدولة "ما إذا لم يبق للحزب وجود و دمرت الدولة فلا فائدة من أن أضيف نصاً آخر".

حتى في الوقت الذي تداعى فيه جيش هتلر، توعد أعداءه بإخراج "أسلحة متفوقة"، و تباهى بأن ألمانيا على استعداد لمواصلة القتال حتى "الساعة الثانية عشرة و خمس دقائق بعد منتصف الليل"، و هو ما فعله الألمان تقريباً.
و لكن في نهاية الأمر، و بعد أن أطبقت القوات الروسية على تحصينات مركز القيادة في برلين، انتحر هتلر الذي كان قد بلغ السادسة و الخمسين من العمر في 30 نسيان/إبريل 1945، و بعد سبعة أيام من انتحاره، انتهت الحرب العالمية الثانية، مخلفة أكثر من 35 مليون قتيل و عدداً لا يحصى من الجرحى و المشوهين و اليتامى و الأرامل و المشردين.

برز هتلر كأقوى شخصية عسكرية على مستوى العالم طيلة عقد بأكمله تقريباً، و يحتل هتلر هذه المرتبة العالية في قائمة القادة العسكريين المؤثرين، ليس بفضل أي انجاز شخصي خالد و لكن لأنه قد شكل قوة دافعة لتغيير العالم. فقد أشعلت أعماله العدائية الحرب العالمية الثانية، التي أزهقت أرواح الملايين و أعادت تشكيل خارطة أوروبا. و في أعقاب تلك الحرب انهارت قوى عالمية سابقة لتحل محلها قوى جديدة، أما ألمانيا نفسها، فقد تحملت عبء نصف قرن من التجزئة قبل أن تتوحد من جديد، و لم تتمكن الإمبراطوريتان البريطانية و الفرنسية من استعادة قوتيهما حتى الآن، كما صعد الاتحاد السوفياتي ليصبح قوة عظمى ثم لينهار لاحقاً، و تخلت الولايات المتحدة الأمريكية عن نهجها الانعزالي و أصبحت القوة العظمى الوحيدة في الوقت الراهن على مستوى العالم، كما ظهرت للوجود دولة إسرائيل و ظلت باقية حتى الآن لفترة أطول بكثير من حقبة ألمانيا النازية تحت حكم هتلر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأمثال الشعبية الليبية

غـــنـــــاوي وشـــتـــــاوي على ( الــــقــــــديـــــــم )

ما بي مرض غير دار العقيلة.. للمجاهد الفقيه رجب بوحويش