2- اقتصاد الظل الخدمات المالية

بيــــــــان عــــــــــــــن
الأزمات الإقتصادية والفساد فيما يسمي دولة ليبيا  - 9  
___________________________________________________
البند التاسع







2- اقتصاد الظل الخدمات المالية

اقتصاد الظل يشمل كل شي السلع والخدمات .. وقد يكون قطاع الخدمات في اقتصاد الظل يتمثل في (مصارف الظل Shadow banks ) وهو مصطلح حديث نسبيا، ويطلق على العمليات المالية التي تتم خارج نطاق القوائم المالية للمصارف التجارية وغيرها من مؤسسات الإيداع، فهي مؤسسات تمارس عمليات مصرفية بعيدا عن رقابة السلطات النقدية دون أن تتمتع بالحق في الحصول على التسهيلات الائتمانية للمصرف المركزي أو الضمانات التي تقدمها الحكومات للمصارف ......

-نظام الظل المصرفي  "Shadow Banking System" SBS
الوضع في المصارف الظل التي تتكون من مجموعة من الوسطاء الذين يتولون عملية إعادة ضخ الأموال في مقابل أوراق مالية ومستندات قروض في سلسلة من العمليات التي تتم كل منها من خلال مؤسسة متخصصة، مختلف نسبيا، وإن كانت نتيجة عمليات النوعين من المصارف واحدة، وهي تدبير الأموال اللازمة للائتمان. غير أن مصدر الأموال للمصارف الظل لا يأتي من الودائع إنما يأتي من المستثمرين الذين لديهم سيولة ضخمة، لذلك يطلق عليهم مستثمري الجملة،ولقد انتشرت العمليات التي تقوم بها مصارف الظل نتيجة عمليات التحريرDeregulation  التي ترتب عليها أن أصبح النشاط المصرفي التقليدي غير مربح. (كما الحال في ليبيا بعد إلغاء الفوائد)
 عمليات مصارف الظل انتشرت إذن نتيجة الرغبة في عدم الالتزام بالقيود التي يفرضها المصرف المركزي على السيولة (في الحالة الليبية ناقص السيولة وعجز المصارف علي تدبيرها ) أو على طبيعة الأدوات التي يجب أن تتعامل بها المصارف التقليدية ونسبتها إلى ميزانيتها أو توزيعاتها القطاعية أو الجغرافية إلى آخر هذه القائمة من القيود، وذلك كي تتمكن مصارف الظل من خلق الكثير من المنتجات المالية والديون بصورة أكبر دون أن تخضع لرقابة وسيطرة جهات التنظيم والرقابة في النظام المالي.

المشكلة الأساسية في هذه المصارف هي أنها قادرة على التمدد بصور سرطانية، طالما أن هناك فرصة لتحقيق المزيد من الربح وتوليد الدخول من تلك العمليات، ولهذا السبب فإن مصارف الظل غالبا ما تكون مرشحة لأن تولد فقاعات كبيرة مسمومة تنتظر الانفجار. لقد قدرت بعض المصادر حجم مصارف الظل في الولايات المتحدة قبل الأزمة بنحو 24 تريليون دولار، وقد كان من المنتظر أن يترتب على الأزمة المالية تراجع أنشطة هذه المصارف. غير أنه صاحب الأزمة المالية تشديد الرقابة على المصارف التجارية وقواعد العمل بها، وهو ما أدى إلى تراجع معدلات الأداء للمصارف التقليدية،وفي ليبيا الأمر لا يتعلق بتشديد الرقابة بل انهيارها وسقوط فيما يعرف فنيا بالذعر المصرفي  الأمر الذي دفع إلى هروب الأموال من المصارف التقليدية إلى  مصارف الظل سعيا وراء أعلى الأرباح ولتجنب القواعد الصارمة للنظم الرقابية على البنوك التقليدية،أو خوفا من معرفة الأرصدة المالية للرجال الأعمال لابتزازهم .....

إذا كانت تمشي كالبطة،وصوتها كصوت البطة، وتتصرف كالبطة، إذن فهي بطة إذا كانت المؤسسة تشبه المصرف وتتصرف كمصرف إذن فهذه المؤسسة مصرف، أو هي "مصرف ظل".
لقد انتهي او تم تقزيم دور المصرف المركزي الليبي وكل المصارف العاملة في تدبير السيولة من التجار المحاليين وتوزيعهها علي ارصدة المرتبات الشهرية التي تبلغ مليار ونصف شهريا في عملية متكرارة ولا تنتهي وهذا ليس دور الرسمي او التقليدي للمصارف ويبدو ان المصارف الليبية باتت تعمل في ظل نظم مصارف الظل في دور غير تقليدي وفني للعمل المصرفي الملوف في العالم ......

وكما يقول السيد الشحومي وهو رجل سيف القذافي المالي بنص ....."وقد تكون احد اهم تجليات هذا النوع المدمر من الاقتصاد هو تسرب السيولة النقدية من البنوك الرسمية الي بنوك صغيرة غير رسمية تدار في الخفاء علي ايدي تجار العملة والتي تجاوزت ما يقرب 24 مليار دينار فمعظم المعاملات في اقتصاد الظل تتم بالشكل النقدي المباشر، وبالتالي فإن زيادة الأنشطة المختلفة في إطار معاملات اقتصاد الظل ستؤدي إلى زيادة الطلب على النقود وليصبح أحد الدوافع الأساسية للاحتفاظ بها، وهو ما سيؤثر على فعالية السياسة النقدية، بسبب زيادة اعتماد التعاملات في مجال التستر التجاري على الأساس النقدي، والتي تشكل في حقيقتها احتياطيات البنوك والنقود السائلة المفترض أن تكون تحت تحكم وسيطرة السلطة النقدية. وبالتالي شيئا فشيئا يتحول كامل الاقتصاد الليبي الي اقتصاد ظل بامتياز في ظل الفجوة التي احدثها الانقسام المؤسسي وتضارب السياسات و فقدان القدرة علي تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.
وفي ظل تحول السيولة المصرفية الي الدوران خارج الاطار المصرفي فان ذلك يعني ان اقتصاد الظل اصبح مسيطر ومهيمن علي مجريات الامور في ليبيا وقد تتجاوز نسبته في تقديري اكثر من 60% من الاقتصاد الغير النفطي."









المشكلة السيولة ونظام الظل المصرفي

السؤال المطروح للكثيرين خطاء ومظلل : كيف يتم جذب الـــ25ـ مليار دينار خارج المصارف إلى المصارف ؟!!....لا يمكن عملياً فعل ذلك  أبداً  .... وهذا السؤال معجز ولا إجابة له ... مثل الدحيه والدجاجة .. من قبل من ؟
السؤال الحقيقي : كيف يتم السيطرة وليس جذب السيولة ؟؟؟!!! السيطرة لابد إن تكون 100% -والجذب  1%    تكفي ........!!!

أ- الأداة الأساسية للسيطرة كانت سعر الفائدة ؟!!.... سعر الفائدة هو الميزان التقليدي والوحيد القادر علي تحكم في عرض النقود ... البنكية  وللأسف انتهي دور سعر الفائدة ولا جدوى من استخدامها في الوضع الليبي ....
ب-سيطرة اقتصاد الظل ومعاملات نظام الظل المصرفية  وسعر فائدة الظل واستخدام بطاقات الصراف وغيرها من الأدوات تزيد من ابتعد الناس عن المصارف لينتهي الأمر إلي استخدام عملات بديلة للدينار نتيجة لضخ المتزيد للدينار (طباعة)  في شكل مرتبات وهذا يؤدي إلي تآكل قيمة السوقية للدينار فينتهي الأمر إلي استغناء الناس عن التعامل بدينار والاتجاه إلي استخدام  دولار مثلا
ج- سينهار قطاع تجار التجزئة لأنهم يبيعون سلع وخدمات "بدين" لان التداول ببطاقات هي خدمات مساعدة وليست أساسية حتى في أمريكيا وأوربا ليست نقود ... البنكية 
د-من الغريب إن يتحول المصرف المركزي نفسه إلي تاجر للعملة الصعبة عن طريق توزيع 400 دولار مباشرتا علي المواطنين !!! لان المصرف المركزي لا يتعامل مع مواطنين بشكل مباشر لان ذلك خروج تماما عن دورة الاساسي وهو العمل في نطاق الاقتصاد الكلي وممارسته للإعمال التجارية  خروج عن السكة وشذوذ وهبل ينفرد به المركزي  ...."نحن نقولكم ديما ان المركزي الليبي مؤسسة يقودها مجموعة من القرود الغبية "
هـ - عندما يقوم المصرف المركزي ببيع الدولار بشكل مباشر للمواطنين فانه يغرق نفسه في مشاكل فرعية تاخذ وقت وجهد المصرف للاهتمام بأمور أهم وسيضع نفسه في دائرة السوق بأنه يتلاعب في أسعار العملات مثل الدولار واليورو بهدف تحقيق إرباح من بيع العملات الصعبة .... مهازل بل قمة المهازل
و- في النهاية سوف يقوم المصرف بتمويل نظام الظل المصرفي بمليارات من الكنز وهو الدولار بدون فائدة لانه مصارف الدولار كثيرة وخصوصا دولة مصر وتونس وهي دوال مفلسة فعلا ولديها عطش رهيب للعملات الصعبة وينتهي الأمر ابتعد الناس أكثر وأكثر عن التعامل بدينار وهنا الخطورة فلا وجه للمقارنة بين قيمة الدينار (مع العلم أن هذه الفترة هي الفترة الدورية لانتعاش الدولار عالميا  )!!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأمثال الشعبية الليبية

غـــنـــــاوي وشـــتـــــاوي على ( الــــقــــــديـــــــم )

ما بي مرض غير دار العقيلة.. للمجاهد الفقيه رجب بوحويش