الحقيقية الأولي : الدولة العازلة buffer state- ليبيا كيان وهمي فما سبب ناشئته ؟

الحقائق الجلية فيما يدور في الساحة البرقاوية


الحقيقية الأولي :  الدولة العازلة    buffer state
ليبيا كيان وهمي فما سبب ناشئته ؟....


- الدولة العازلة- ظهر مفهوم الدولة العازلة في القرن السابع عشر، عندما بدأت القوى الأوروبية الكبرى آنذاك -مثل إنجلترا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال- في استكشاف واستغلال الأراضي في القارات الأجنبية وإنشاء إمبراطورياتها عليها، ونظرًا لقربها من بعضها زادت فرص الصراع والخصام فيما بينها، ولذلك قررت القوى الحاكمة أن تترك مناطق معينة بين الإمبراطوريات لتكون بمثابة دول عازلة تحافظ على التوازن في المنطقة. بحسب مقالة بحثية، بعنوان "الدول العازلة في السياسة العالمية"، يقول الباحثون إن مصطلح "الدولة العازلة" استخدم لأول مرة عام 1883 للإشارة إلى وضع أفغانستان بالنسبة إلى الإمبراطورية البريطانية في جنوب آسيا والإمبراطورية الروسية لأسباب أمنية، إلا أن العصر الساساني شهد ولادة هذا النظام على يد الإغريقيين والفارسيين، رغم أن التسمية لم تكن متشكلة بعد.

-عندما إعلان استقلال برقة كانت بريطانيا العظمي هي أول دولة تعترف باستقلال برقة وذلك تنفيذا لبنود اتفاق الإسكندرية بين السنوسية وبريطانيا علي أساس مشاركة جيش التحرير الوطني في الحرب إلي جانب دول الحلفاء مقابل اعترف باستقلال برقة..!!!

 ولكن رفضت كلا من الولايات المتحدة وفرنسا الاعتراف باستقلال برقة منفردة ...!!! وفرضوا إن يتم ضم إقليم الغرنبوش الطرابلسي وإقليم عبيد فزان ...وتم ذلك للأسف الشديد ... الآن بريطانيا لم تكن هي بريطانيا العظمي فهي دولة منهك بسبب الحرب العالمية الثانية .... !!! ولا نعرف علي وجه التحديد لماذا فرضت أمريكا صنع  كيان سموه ليبيا ....يبدو إن كواليس السياسة الخارجية الأمريكية تعرف الحقيقية .. من يقراء كتاب لعبة الأمم ... يعرف لماذا تم صناعة هذا الكيان ...!!! 

- لقد تم إنشاء دولة عازلة سموها ليبيا بالرعاية الأمريكية  لتحقق غرض مهم في منطقة وهو منطقة عازلة بين الإمبراطورية فرنسية والدول التابعة لها تونس الجزائر نيجر تشاد والإمبراطورية بريطانية والدول التابعة لها وهي مصر والسودان تحسبا لأي احتكاك بينهما حيث تكون الدولة العازلة  قادرة علي لعب دور المطلوب منها ....وهو امتصاص الاضطرابات السياسية التي تسببها القوى المجاورة، حيث تخلق توازنًا جيوسياسيًا على الصعيد الإقليمي مع الحفاظ على استقلالها وسيادتها فقط  فالكيان الليبي يحمل خصائص المناسبة للدولة العازلة ...!!!

  - الخاصية الأولي ....  الموقع الجغرافي
 حيث  تقع  بين قوتين متنافستين، فرنسا وبريطانيا  .... إن نفس الدور اليوم هو بين دولتين مصر والجزائر .... وهي دول تابعة "
Satellite State". ودورها معاكس للدولة العازلة التي تعمل كأداة لصيانة السلام أو تأخير الحرب، فعلى النقيض تمامًا، تُستخدم الدول التابعة من إحدى القوى العظمى، إما لمهاجمة الطرف الآخر أو لحماية نفسها من هجمات العدو المحتملة، ولكن ليس للحفاظ على السلام.
أن من يعتقد إن تونس والجزائر يمكن لها لعب أي دور في الكيان الليبي هو شخص لم يدرك بعد طبيعة الأنظمة التابعة مثل تونس والجزائر فهي دول لا تملك أي سجل في الخارجية أو علاقات الدولية وهي دول تقريبا مغلقة علي نفسها ولا علاقة لها بدول الجوار أو دول الإقليم .... وحتي مصر والسودان وتشاد هي دول لا تملك من امرها شي ...!!

- الخاصية الثانية .... يجب أن تكون دولة أصغر وأضعف من القوتين الكبيرتين المجاورتين
 بمعنى آخر، يمكن أن تكون الدولة عازلة متوسطة أو كبيرة الحجم، ولكن لا بد أن تكون القوتان المتجاورتان أكثر قوةً منها. وبأي حال، لا يمكن النظر إلى الدول الضعيفة جدًا كحاجز سياسي بين القوى المتعارضة، لأنه ببساطة سوف تتحول إلى ساحة معركة للجيران في خضم النزاعات ولن تكون قادرة على تنفيذ مهمتها كمانع للعداءات السياسية.

 الخاصية الثالثة ..... الانقسامات الداخلية سواء الدينية أو السياسية أو الاثنية
 جزء من صفات الدول العازلة، يتضح ذلك في أوكرانيا التي بينت نتائج الانتخابات الرئاسية الانقسام بحيث دعمت المناطق الشمالية والغربية في البلاد فكرة الاندماج في المنظومة الأوروبية الأطلسية، بينما فضلت المناطق الجنوبية والشرقية العلاقة الوثيقة مع روسيا. وحال دولة المسخ ليبيا لا يبتعد كثيرا عن أوكرانيا ... !!!!
لذلك، فإن بقاء الدول العازلة يعتمد إلى حد ما على صلابتها الداخلية، أي قدرتها على إبقاء أجواء السلام والحياد بين الخصمين. إلى جانب ذلك، ينبغي أن تكون القوتان المتجاورتان في خلاف، ويجب أن تعترف كلاهما بالدولة الوسطى كدولة عازلة. على سبيل المثال، أجريت سابقًا محادثات دبلوماسية بشأن وصف أوكرانيا كدولة عازلة بين روسيا وأعضاء حلف الناتو، لكن بولندا لم تكن راضية عن هذا المقترح.

- بشكل عام يمكن تحديد أهم جوانب الوظيفة والسلوك الاجتماعي للدول العازلة في العناصر التالية: الضعف الاجتماعي والسياسي والفساد الإداري وانخفاض النمو الاقتصادي وتنامي القوميات والحركات الراديكالية وقمع المعارضين وميل سكان هذه الدولة إلى الانعزال عن العالم الخارجي وأحداثه.

- الولايات المتحدة مصرة بشكل غير عادي علي بقاء دور الدولة العازلة للكيان الليبي مهم كلف الثمن ويبدو ان الايطاليين راضيين تماما عن ذلك والتاريخ يعيد نفسه ... وكالنتيجة النهائية لهذا الكيان المسمي ليبيا كالدولة عازلة ان دول المغرب لا تعتبر ليبيا دولة مغربية ودول المشرق العربي لا تعتبر ليبيا دولة مشرقية والدول الإفريقية لا تعتبرها دولة افريقية ... ولا تستغرب أن أي سياسي أو أعلامي عندما يسرد الدول مغربية ينسي أو يتناسى ليبيا ..بطريقة مستفزة فيها قلة احترام لدولة تملك اكبر احتياطي نفطي في قارة أفريقيا بطولها وعرضها ......!!!

- قال الروائي الروسي ليو تولستوي إن "العائلات السعيدة كلها متشابهة، ولكن كل أسرة تعيسة هي فريدة في تعاستها"الحقيقة والتاريخ يقول ان دولة ليبيا ودولة لبنان دول تم صنعتها من الفراغ لتكون دول عازلة فكل الخرائط الجغرافية قبل الحرب العالمية الثانية لا تشير إلي وجود دول مثل ليبيا أو لبنان ... لقد تم فصل لبنان لتكون دولة عازلة في منطقة ملتهبة بحجة ان جبل لبنان كل سكانه من الطوائف المسيحية ....لقد مر لبنان بفترات صعود وهبوط متطرفة ففي زمن زهوها سميت بيروت باريس الشرق وفي زمن انحطاطها سميت "قوة لبنان في ضعفها " ... وهي اليوم دولة لا وزن لها ولا قيمة لها علي الرغم من ان الانسان اللبناني يستطيع ان يحول الترب الي ذهب ....
وكما حال لبنان هو حال الكيان المسخ الذي يسمي ليبيا ولكن بعكس فلبنان تم اجتزأها من سوريا وليبيا تم ضمها لإمارة برقة


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأمثال الشعبية الليبية

غـــنـــــاوي وشـــتـــــاوي على ( الــــقــــــديـــــــم )

ما بي مرض غير دار العقيلة.. للمجاهد الفقيه رجب بوحويش