المنتصرون الأغبياء .... من يقود سفينة







في كل يوم تقدم مدينة مصراتة النموذج المثالي للعمل الدؤوب ومنظم .هذه المدينة التي كنت اكرهها ولا ادري لماذا ؟! وفي لحظة توقفت ورجعت للتاربخ وبقراء متأنية بعيدا عن كل الاجتهادات والحساسيات والصراعات وجدت لا توجد قرية أو مدينة أو منطقة لا تخلوا من عائلة مصراتية  بعكس كل "قبائل الساكنة" (في هذه البلاد تميل كل قبيلة بسيطرة علي منطقة محدودة لا تخرج منها وهذه المنطقة تمثل حدودها ونفوذها مثلاً المجبرة جالو المغربة اجدبيا والعرفة المرج والورفلة بني وليد  وهكذا بقية القبائل )
اعتمد الأتراك بشكل مطلق علي مدينة مصراتة وسكانها في التجنيد والعسكرية.
وعلي مر السنين تكونت النخبة السياسية و العسكرية والإدارية و النخبة " حسب النظريات السياسية والإجتماعية، هي مجموعة صغيرة من الأشخاص المسيطرين على موارد مالية ضخمة وقوة سياسية"  أو الأسياد أو" الأقلية المتضمنة"أو "الدولة العميقة" فهم رجال كل العصور ومع الحاكم فهم اترك مع الأتراك وطالين مع الايطاليين وملكيين مع الملك والقذافي وثوار و.... سلسلة لا تنتهي من قدرة علي اخذ زمام المبادرة والدليل كل أسماء عائلتهم هي صفات لوظائفهما المرتبطة "بدولة"  منها:
الكراغلة: هم المولودون من أب عثماني وأم محلية "مصراتية"
الخزناجي: هو الموظف الذي يتولى إدارة خزينة الدولة

خوجة : هو الموظف الذي يشرف على أملاك الدولة و على جمع الضرائب
الآغا هو قائد الجيش البري

 
الخرج: يتولى الشؤون الخارجية والبحرية
 
المالجي:يشرف على أملاك الأوقاف والحبوس
الكيخيا: مصطلح سلجوقي فارسي أطلقه الأتراك على القاضي المعتمد الذي ينظر في قضايا الأندلسيين
الإنكشارية: طائفة عسكرية من المشاة العثمانيين، يشكلون تنظيما خاصا، لهم ثكناتهم العسكرية وشاراتهم ورتبهم وامتيازاتهم

و الكتلة الحرجة في إقليم طرابلس هم المصراتية .........ولا ينزعهم في ذلك احد دائما في مقدمة الصفوف   ويعرفون كيف يفكون شفرة أي إنسان فيتحول من العدوه لهم إلي قواد يعمل لديهم ...

من الجحود آلا أخلاقي إن ننكر حرب مدينة مصراتة للقذافي لمدة سبعة شهور متواصلة وأننا كنا في المنصات نغني لمصراتة !!! ؟ كيف صار ؟؟؟
لقد دفعت المدينة ثمن غالي فلا حماية لها من انتقام القذافي .....  لو فكرنا بشكل عقلني !!!
فمدينة كانت محاطة من جميع الجهات بقوات و أسلاحه وانتقام القذافي ومع ذلك لم تستلم ولم تسقط المدينة ولو سقطت لكنا اليوم نغني ونرقص للقذافي والقذاذفة ..... لقد كانت شوكة في حلق القذاذفة .... واليوم لا نجد سوي إنكار قوة وهيبة هذا المدينة الجبارة أقولها بكل صراحة المصراتية هم شركاء أصليين في هزيمة كتائب القذاذف وهم من خرسوا العصا بين إرداف القذافي ملوك الملوك  وهم من طوي صفحة معتوه ليبيا وللأبد ...

الخطاء التاريخي الذي تم ارتكابه هو سقوط المدن والقبائل المنتصرة في فخ الذي رسمه لهم القذافي وهي حالة "التصحر السياسي"
تلك الكلمة الفضفاضة التي يستخدمها البعض بشكل جيد وآخرون بشكل سيء ، السياسة كانت لفترة طويلة محرمة علينا بسبب الظلم السائد يقول نابليون "أسوا شي في السياسة هو الشروع في عمل وتركه ناقصا " وهذا تماما ماحصل للمدن والقبائل المنتصرة ..يقول جبران خليل جبران " ويل لأمة كل قبيلة فيها أمه. "
ولذلك هم يكرهون مصراتة فهم رجال سياسة  يقال "إن السياسة هي بنت التاريخ والتاريخ ابن الجغرافية والجغرافية لا تتغير"

إن تفرق وعدم التقاء المدن والقبائل المنتصرة أدي ذلك لعودة أزلام وتصدرهم كل المشاهد السياسية والاجتماعية وانشق صف المدن والقبائل المنتصرة  يقول نابليون بونابرت "الغباء في السياسة ليس عائقا." ففي فترة الحرب مع القذافي دخل الإسلام السياسي بشكل مقرف ومزعج وركبوا علي الدولة وتم طرح كل المدن والقبائل المنتصرة ماعدا مصراتة بقيت وحيدة في الساحة ولان السياسة فن الممكن كان علي مصراتية التحالف مع الإسلام السياسي الذين لا يملكون أي "ظهير سياسي " ولا توجد لهم قواعد شعبية .... ويبدو إن الطرفين يستفيد من الأخر في أوسخ إشكال البرغماتية السياسية

المنتصرون الأغبياء هم من ذكرهم القذافي في خطابة مشئوم محولا استمالتهم وذكراهم قبيلة قبيلة وبيت بيت وهي  قبيلة الزنتان  التي تعتبر أول قبيلة انتفضت علي القذافي في غرب البلاد  ولكنها انكمشت علي نفسها وفي يدها صيد ثمين سيف القذافي كما يعتقدون  وللأسف هو لا يساوي شي بعد هلاك أبوه المقبور .....وعندما دبت الفتنة بين الزنتان ومصراتة وسل الدم سقط أول حصان في لعبة الشطرنج ......
وسبب الغباء الفطري للإسلام السياسي .....وغضب الله عليهم . ففي الغرب يمكن لنا وضع قائمة بمدن المنتصرة مصراتة الزنتان الزاوية .... المهزومين هم قبائل ومدن جنوب طرابلس وكل القبائل المحيطة بطرابلس وكل هؤلاء المهزومين هم من سبب كل مشاكل والدماء والاختطاف والابتزاز والإصرار علي الولاء للمقبور النجس القذافي وخرقة الخضرة

المنتصرون في برقة هي القبائل التي تخلت علي ولائها وعهودها مع القذافي وكانت تدفع في أبنائها نحو محرقة البريقة وهم قبيلة الحرابي العبيدات التي قدمت أهم رجالها وزهرة شبابها في حرب علي القذافي ولكنهم للأسف دخلوا في سجالات مع مصراتة غير مبررة ومنطقية وتم دق اسفيل بينهم بسبب تحالف مصراتة مع الإسلام السياسي الذي يعتبر هو المسئول الأول عن تصفية اللواء عبد الفتاح يونس  ولابد لنا إن نذكر أهم المنتصرون الذين لا يملكون أي خبرة سياسية وهم العواقير ...... ولكنهم دخلوا في حرب مع الإسلام السياسي الدروع.

  إن ما يحز في نفوسنا إن أزلام القذافي يسرحوا ويمرحوا في برقة وكأنهم هم المنتصرين ويرفعون الخرقة الخضرة بتحالف مع قبائل الصغيرة الذين تم تسلاحيهم في زمن القذافي والحمد لله أنهم كانوا عقلاء ولم يستخدموا هذه الاسلاحة المصدية ضد فبائل برقة الاخري فهم أحفاد المجاهدين الأوائل ونحن نعتقد فيهم العقل والصلاح
لقد وقعت الثورة في شق سحيق فدخل أزلام القذافي من تحت عقب الباب وانتفخ علينا الإسلام السياسي الذي يريد السلطة وبأي ثمن !!!

المدن والقبائل المهزومة وهم قبائل المحيطة بطرابلس والورفلة وورشفانة ومشاشية والقذاذفة والمقرحة وقبائل المرابطين وهؤلاء عليهم القبول بواقع إن سلطة لم تعد في يدهم وان البلاد في يد المنتصرين الجدد فقد انتهي عصرهم ولذلك هم خارج معادلة تماما وعليهم قبول كل ما ينتج من حراك الديمقراطي للمنتصرين فهم من يقررون مصريهم" السياسي "
إن تصالح المدن والقبائل المنتصرة سوف ينتهي دور الإسلام السياسي في للعب أي دور سياسي فهامش المنورة لديهم ضيق و منتهي  تماما فهرم رئسه لا يتحمل .
لابد للمنتصرين في الشرق والغرب إن يجتمعوا ويكتبون التاريخ كما قال تشرشل وكذلك يكتبون الدستور ويؤسسوا  الحكومة ويعيدون بناء الجيش  ويتفقوا علي رئيس البلاد الذي يخلصنا من هذا العبث .... وتنتهي قصة الرجل المخلص وعندها فقط تنتهي أسطورة حفتر ويعود الإسلام السياسي لحجمه الحقيقي وهي نائب أو نائبين علي الأكثر في البرلمان .....

ويمكن لنا تصور التوزيع يتم  بـــ رئيس الدولة من مصراتة رئيس الوزراء العبيدات ورئيس البرلمان الزواية  قيادة الجيش الزنتان مؤسسة الوطنية للنفط العواقير ويتم توزيع باقي المؤسسات مثل المصرف المركزي وشركات وقضاء والوزارات السيادية علي أساس الكفاءة

السؤال الذي يطرح نفسه الان : هل يمكن تصحيح الخطاء ويكتب المنتصرين في ليبيا التاريخ ؟


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأمثال الشعبية الليبية

غـــنـــــاوي وشـــتـــــاوي على ( الــــقــــــديـــــــم )

ما بي مرض غير دار العقيلة.. للمجاهد الفقيه رجب بوحويش