د. جاب الله حسن: سكان برقة من حقهم إن يقرروا مصيرهم و ينفصلوا عن ما كان يعرف بليبيا

.

انه رجل صريح إلى درجة كبيرة , يقول رأيه ولا يخشى ردة الفعل , كانت مواقفه وأرائه عندما كان عضو هيئة تدريس بجامعة بنغازي واضحة ولا يتردد في الإفصاح عنها والبوح بها جهارا , كان الرجل عائدا لتوه من الولايات المتحدة الأمريكية يحمل معه شهادة الدكتوراه , كان دلك عام 1989 م , عندما أنظم رجل أكاديمي متحصل على عدة شهادات عليا إلى أعضاء هيئة تدريس قسم الإعلام بجامعة بنغازي وخلال فترة بسيطة ’ أصبح هو رئيس القسم .

كانت أرائه لاتناسب المحيط الجامعي الممتلئ بعناصر اللجان الثورية طلابا وأساتذة , تلك الأفكار والآراء التي يدافع عنها لم يكن لها مكان بين معتنقي ايدولوجيا القدافي والنظرية العالمية الثالثة التي تحمل كل الحلول النهائية لمشاكل البشر , تلك الآراء نفسها التي كان يجهر بها ستقوده إلى السجن تم الفرار من الوطن في رحلة سيستقر بها الرحال في الولايات المتحدة الأمريكية .

مازال الدكتور جاب الله موسى حسن أصيل برقة لديه أراء تثير النقاش , ومازالت مقالاته التي ينشرها من حين إلى آخر تثير كثيرا من الردود , هده مساحة نمنحها لضيف ؤسان لهدا العدد , نسبر فيها أغوار أراء الأكاديمي البرقاوي المعارض لنظام القدافي من مقر سكنه في مدينة تكساس الأمريكية .

*دكتور جاب الله بداية نشكرك على قبولك إجراء حوار لصالح قراء ؤسان , ونطلب منك بطاقة تعريف ؟.

يرد بتواضع جم , اسمي جاب الله موسى حسن أعمل ألان في جامعة تكساس وأقوم بتدريس البلاغة وتطوير مهارات الاتصال , تحصلت على ماجستير من جامعة أوهايو في العلاقات الدولية عام 1981 , وفي عام 1984 ومن نفس الجامعة تحصلت على شهادة الماجستير في علم المناظرات , وفي عام 1989 تحصلت على درجة الدكتوراه من جامعة أوهايو .

*بعد هده الرحلة الأكاديمية المكللة بالنجاح مادا فعلت ؟ أين عملت ؟

بعد مناقشتي لدرجة الدكتوراه رجعت إلى بلدي ليبيا وبدأت التدريس في جامعة بنغازي بقسم الأعلام , وبعد شهرين من تعييني في الجامعة أصبحت رئيسا لقسم الأعلام , ومن هناك بدأت المضايقات بسبب أرائي والأفكار التي أؤمن بها , كنت منزعجا من الحالة الأكاديمية للجامعة , وكان كلامي أو انتقادي ينصب لصالح العلم في بلدي .

الكل يعلم بأنني كنت تحت المراقبة منذ وصولي إلى أرض الوطن لا لشيء إلا لكوني كنت أتحدث بصراحة وأعبر عما يحصل في الوطن من مأسى وتسيب في الجامعة التي هي محرم علمي وقهر وتهميش للإنسان .

* أنت عملت في الجامعة لفترة وصلت إلى أربعة سنوات , بعدها تصاعد التضييق عليك حتى تم سجنك , كيف ؟ .

بعد أربعة سنوات ونصف وضعت في زنزانة لا تتجاوز المتر والنصف لا لشئى إلا لكوني أعبر عن رائي وفق منطق الحرية الأكاديمية التي كنت أتمتع بها في الولايات المتحدة الأمريكية.

*خرجت من السجن لكنك لم تبقى في ليبيا , إلى أين اتجهت ؟

بعد خروجي من السجن ذهبت إلى مصر. وبعد وصولي بشهرين التحقت بمجلة سطور الثقافية وأمضيت مع أسرة تحريرها كرئيس لقسم الترجمة بها لأكثر من أربعة سنوات. وبعد أربعة سنوات وثلاثة أشهر من الإقامة في مصر قررت الذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

* رجعت مرة ثانية إلى أمريكا التي تأهلت فيها أكاديميا لتعود وتستفيد من خبرتك , أين تعمل الآن ؟

أقوم بتدريس علم البلاغة ومواد أخرى كثيرة تتعلق بتطوير مهارات الاتصال في جامعة تكساس الجنوبية وكذلك لدي محاضرات ألقيها في كلية هيوستن بتكساس وكما الأمر في كلية لون ستار .

* نسألك عن الحدث الساخن وهو خطاب العقيد القدافي وإعلانه الجهاد ضد سويسرا ؟ نعرف إن تهديد القدافي هو تداعيات لاشتباكات سابقة بين عائلة القدافي و سويسرا , من لحظة القبض على هانيبال القدافي وإيداعه السجن مع زوجته في سويسرا , ومرورا بالتصريحات النارية التي قادتها ابنة القدافي عائشة اثر حادت سجن هانيبال , ووقوفا عند وضع اسم القدافي وعائلته على قائمة 188 الممنوعين من الدخول إلى سويسرا , كيف تقرءا هده الأحداث وما الذي ستجره على ليبيا وشعبها ؟.

بالعودة إلى سؤالك المتعلق بخطاب القذافى الطويل والغير مترابط والذي لا يخدم المواطن الليبي المطحون والمهان .القذافى لا يرى إلا نفسه و أولاده . حديث القذافى عن استقطاع سويسرا وإلحاق أقاليمها بالدول المجاورة يعتبر تهديدا للآمن الوطني السويسري وكذلك للقارة الأوربية ولكن القذافى الحاقد والأهوج لا يرى ذلك!!

وضع 188 شخصية من أزلام القذافى وأركان نظامه تعد ضربة دبلوماسية قاسية لم تمحى أثارها لارتباكات البحث عن مخرج للازمة التي يعانى منها القذافى وأركان نظامه .

القذافى لا تهمة مصلحة ليبيا بقدر ما تهمة أموال أولاده الموجودة في طول أوربا وعرضها!! .

*عملية التوريث في ليبيا قائمة على قدم وساق لصالح النجل الثاني للعقيد سيف الإسلام القدافي , مادا تقول هنا ؟

باختصار أقول لك ” القذافى حائر بين أبناءة , أمريكيا ترغب في أن يكون سيف الأحلام هو الخيار , بينما مصر والقذافى يفضلون المعتصم بالعار! , معظم الليبيون لا يرغبون لا في هذا ولا في ذاك .

* رصدت المواقع الليبية الصادرة من الخارج جملة من الممارسات الاسرافية في إهدار ثروات الشعب الليبي , كان أبطالها أبناء القدافي أنفسهم , وليس آخرها حفلة رئيس الأمن القومي الليبي المعتصم القدافي والصور التي نشرت وسببت أزمة ثقة في الشارع الليبي , كيف تصف لنا حالة الإسراف والاستنزاف لأموال الشعب الليبي ؟

حالة الإسراف وإهدار المال العام التي يقوم بها أبناء القذافى فاقت كل تصور إلى درجة لم يصدقها أحد!! .

* تابعنا مقالاتك التى تنشرها على موقع ليبيا وطننا , كنت تدعو إلى انفصال برقة وهل برقة ستبقي ضمن الدولة الليبية أو خارجها ؟, ماهي نظرتك حول انفصال برقة , هل تريد القول بالعودة إلى النظام الفيدرالي , طرابلس برقة , فزان ؟ ماهي فكرتك بالظبط ؟ .

بالنسبة لبرقه وإمكانية انفصالها عن ما كان يعرف بليبيا يجب أن يطرح هذا المطلب في استفتاء عام يضم كل سكان برقة , إن سكان برقة من حقهم إن يقرروا مصيرهم وان ينفصلوا إذا كان هذا هو خيارهم الوطني وذلك في بناء دولتهم المستقلة على تراب برقة.

* الكثير من المتابعين لم يعجبهم وصفك في مقالاتك ” نظام طرابلس الشر ” وهناك ردود كثيرة تابعناها على مقالاتك . هل من الممكن أن توضح لنا مقصدك لنسكت هده التساؤلات؟.

نعم هناك من يسأل ويتساءل عن تذييل طرابلس بكلمة الشر علما بأنني كررت مرارا وتكرارا , بأن المعنى بهذه الكلمة هو النظام الموجود على أرض هذه المدينة التي أصبحت و للأسف الأ سيف تتماها مع الخوف والذل والهوان الدي يعانى منه مواطن ما كان يعرف بليبيا . كل مفاصل النظام وأدواته الإرهابية موجودة بهذه المدينة والتي أصبحت مصدر خطر على الأقل من الناحية النفسية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأمثال الشعبية الليبية

غـــنـــــاوي وشـــتـــــاوي على ( الــــقــــــديـــــــم )

ما بي مرض غير دار العقيلة.. للمجاهد الفقيه رجب بوحويش