أمريكيا مجرد ظاهرة إعلامية لا أكثر

http://www.weziwezi.com/news/wp-content/uploads/2015/02/presidential-psychic-superstition.jpg



هناك قول مأثور عن ونستون تشرشل يصف به الحماقة الأمريكية وقد قرأت هذا القول بصيغتين أو أكثر .. ولكن المعنى واحد
تقول إحدى الصياغتين
The Americans will always do the right thing after they’ve exhausted all the alternatives
وتقول الأخرى
وأيا كانت الصياغة فالمعنى هو أن: "الأمريكان لا يسلكون الطريق الصحيح إلا بعد أن يسيروا فى كل المسالك الخطأ"
You can always count on Americans to do the right thing - after they've tried everything else."
 - Winston Churchill quotes "
"يمكنك دائما الاعتماد على الأمريكيين لفعل الشيء الصحيح - بعد أن يجربون كل شيء آخر." -  ونستون تشرشل

......... في عالم هوليوود في أفلام الإثارة والرعب تكون النهاية مفتوحة من اجل إربك مشاعر المشاهد وتلك اللحظة هي المطلوبة متفرج لا يريد الوقوف من علي كراسي مسرح السينما لأنه وبكل صراحة يشعر بالحيرة والارتباك الشديد .....
وهذا هو الأسلوب الأمريكي في كل شي لأنهم يريدون إن يقولوا للعالم كل ما يجري حولكم هو تحت السيطرة ونحن نتحكم في كل شي والكرة تكون بين السياسة والإعلام .....
إحداث 11 سبتمبر من أروع المشهد التي تمثل سينما الواقع ....... وكذلك مشهد نزول ابولو فوق سطح القمر ومشروع حرب النجوم المزعوم ...... ثم أخيرا وليس أخرا  صناعة مشروع حرب الإرهاب  بين الواهم والحقيقة والمطلوب من الجماهير إن يكون كل ما حولهم مشوش ومرتبك وتلك هي اللحظة المطلوبة كل شي حولك محير ومخيف وغير تقليدي ....
المهم ان يكون اللجام في يدهم واستخدام المريبين الأكبرين السياسة والإعلام فكل منهم يلعب علي عقول ومشاعر الناس وفي النهاية لابد من اقتناص الفرصة في تحقيق كل المكاسب الاقتصادية والسيطرة علي العالم

الأمة المهزومة هي التي تري في أمريكيا ما تره علي اللوح الأبيض في دور السينما

سواء أكنت معجباً بالغرب أو ناقماً عليه أو كنت تتخذ موقفاً حيادياً فسوف تجد في كتاب “رجال بيض أغبياء – Stupid White Men” حقائق مثيرة للدهشة، فأمريكا التي نراها ليست هي نفسها التي يتحدث عنها “مايكل مور” في كتابه، إننا نرى أمريكا كما يريدون أن نراها و هو يتحدث عن أمريكا التي يعيشها. مايكل مور هو ذاته مؤلف الفلم الوثائقي المشهور “ فهرنهايت” و الذي حصل على جائزة أوسكار كأفضل فلم وثائقي في عام 2003م، الكتاب صدر مترجماً عن الدار العربية للعلوم و يمكن القول بان الترجمة جيدة إلى حد كبير.

يناقش الكاتب في 11 فصل جوانب مختلفة من المشاكل التي تواجه الأمريكيين و أمريكا بدءً من انتخاب بوش كرئيس للدولة بطريقة غير عادلة مروراً بمشاكل التعليم و البيئة و التمييز العنصري بحسب اللون و غيرها الكثير من المشاكل .

يقول الكاتب عند حديثه عن حصول بوش على الرئاسة بشكل ظالم أنه “بعد ثمانية أشهر من الانتخابات ، أعلن استفتاء أجرته محطة فوكس نيوز بأن حولي 60 من الشعب الأمريكي لم يستوعبوا كيف استولى بوش على البيت الأبيض” … اممممم 60 بالمائة !! ويقولون أنها دولة ديمقراطية ، بالله أين الديمقراطية في ذلك ؟ ، و لم يكتفي الكاتب بذلك بل قدم مجموعة من الحقائق على وجود عمليات غش في عد الأصوات لجعل الفوز لصالح بوش .

و في فصل آخر يذكر الكاتب قصته مع طيار يعمل في شركة الخطوط الجوية الأمريكية أخبره بأن الأجر الابتدائي في الشركة يبدأ بـ 16800$ في السنة ( أي 1400$ شهرياً ) و بعد حذف مصاريف التدريب و بذات الطيران ينتهي الراتب بـ 9000$ ( 750$ شهريا)، و يتساءل “مور” كيف يمكنه أن يسلم روحه في الجو لطيار يكون عقله مشغول بكيفية تلبية أبسط متطلبات حياته و يقول : “لن يكون هناك مشكلة في إعطاء الطيارين أجراً يسمح لهم بالعيش على شيء آخر بالإضافة إلى طعام الكلاب” ، لكن تخيلوا المفاجئة عندما يقول “مور” أن عدد الذين يرفعون قضايا دعاوى قضائية بسبب البطالة حوالي 403,000 شخص أسبوعياً !! .

بشكل عام كلما تابعت القراءة في الكتاب ستجد حقائق مثيرة لعل الكثير منا لم يكن يعلمها عن هذه الدولة التي رُسمت في أعيينا كما لو كانت دولة الأحلام، و ستكتشف إن أمريكا ما عادت تختلف كثيراً عن دولنا العربية فلديهم مشكلة في التعليم و لديهم مشكلة البطالة و مشاكل بيئية ( لن تواجه أمريكا مشكلة إذا ما تقدمت بطلب للانضمام إلى الجامعة العربية ! ) ، لكن لازال يحسب لها كما يقول د.سلمان العودة في كتابه “نهاية التاريخ” بأن أحد إيجابيات الغرب “أنه صادق مع نفسه، و واضح، و مباشر، و مهتم بعرض المشكلات و معالجتها في الهواء الطلق”.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأمثال الشعبية الليبية

غـــنـــــاوي وشـــتـــــاوي على ( الــــقــــــديـــــــم )

ما بي مرض غير دار العقيلة.. للمجاهد الفقيه رجب بوحويش