مؤسس دولة ليبيا الحديثة





مؤسس دولة ليبيا الحديثة  
The founder of modern Libya

Il fondatore della moderna Libia



انه  الحاكم الايطالي لليبيا المارشال
ايتالو بالبو ، Italo Balbo
أطلق عليه المؤرخ الإيطالي جي. جينتلي "أشهر الإيطاليين الليبيين".





الحاكم المتنور والمتسامح هو المؤسس الحقيقي لدولة ليبيا فكل المبني والمدن الليبية والعمارة الموجودة الآن كان الفضل فيها لهذا الرجل  السيد بالبو لقد فهم طبيعة الشعب الليبي ولم يستخدم العنف قط فقد وضع يده في يد القبائل الليبية كلها بل أساس المدن والطرق والمصانع وفي عهده ازدهرت ليبيا ...وعم الرخاء ونماء .
طور الحاكم إيتالو بالبو ليبيا الإيطالية خلال الفترة من 1934 حتي 1940، حيث خلق بنية تحتية ضخمة (4,000 كيلومتر من الطرق المعبدة إلى 400 كيلومتر من السكك الحديدية الضيقة بالإضافة إلى الصناعات الجديدة واستحداث العديد من القرى الزراعية  فازدهر الاقتصاد الليبي لا سيما في القطاع الزراعي، حيث جلب 20,000 مزارع إيطالي للاستيطان في ليبيا، وأنشأ 26 قرية زراعية لهم غالبيتها في "طرابلس " بينما بقيت برقة معزوله نوعا ما عن المستوطنين الايطاليين ففي طرابلس 50000 مستوطن بينما برقة بقيت بعيده عن المستوطنيين . بالإضافة إلى ازدهار بعض أنشطة الصناعات، خصوصا في الصناعات الغذائية. وازداد تشييد المباني بطريقة هائلة. وأيضا أتاح الإيطاليين الرعاية الطبية الحديثة لأول مرة في ليبيا مما حسن من الظروف الصحية في المدن.

قصر الخلد أو قصر الشعب في طرابلس، ليبيا. هو القصر الذي كان مقرا ملكيا ليبيا بين عامي 1951 - 1964 حيث اتخذه الملك إدريس الأول كمقرا رسمي في الفترة بين 1951 وحتى 1964.

تأسس القصر ليكون مقرا للحاكم العام الإيطالي لليبيا ابان فترة الاستعمار الإيطالي حيث قام ببنائه إيتالو بالبو وليعرف باسم قصر الحاكم "Palazzo del Governatore" حتى أواخر العام 1943.

تأثر القصر ببعض الضرر عقب الغارة الأمريكية على ليبيا العام 1986. القصر يوجد في حي الظهرة في المدينة، وتم تحويله وحدائقه إلى "متحف ليبيا".





طيلة عقد الثلاثينيات، كان حاكم ليبيا المارشال إيتالو بالبو، الطيار المغامر، صاحب الماضي الفاشي الدموي وذي الشخصية الاستعراضية. قد بدأ يغير من آرائه وقناعاته تجاه الليبيين، بعد توليه حكم ليبيا. وكان ذلك التحول إمتدادا لتغير تصوراته حيال الفاشية كمعتقد وحيال زعيمه موسيليني. وهكذا أخذ يتبنى موقفا أكثر إنسانية تجاه الليبيين.

كان بالبو شخصية مركبة من عناصر متناقضة، لكنه سعى إلى توصيل قيم الحداثة إلى الأجيال الصغيرة من الليبيين بالتوسع في تعليمهم، وإلى دمج الليبيين في بنية الثقافة الإيطالية. وبلغ توجهه هذا ذروته في استصدار قانون منح الجنسية الإيطالية للأعيان وللشريحة المتعلمة. ولاشك أن سياسات بالبو تستحق الدراسة والتأمل، لكن المجال يضيق عن ذلك هنا، وقد تطرقت له في بعض كتبي عن الهوية الليبية والتاريخ الاجتماعي كما في كتاب "الأيام الطرابلسية". وبغض النظر عن حكمنا عليها، فقد اضطلعت تلك النخبة الليبية الشابة التي تعلمت في المدارس الإيطالية وعملت في الإدارات الإيطالية. ومنهم كان محمود المنتصر أول رئيس وزراء بعد الاستقلال، وعلي الجربي (أول وزير خارجية للمملكة الليبية) وسليمان الجربي وعلي نور الدين العنيزي (محافظ بنك ليبيا) وعبد الرازق شقلوف (وكيل وزارة المالية) وحسين مازق (والي برقة) ومصطفى السراج (وزير الزراعة) وفؤاد الكع وزيرا للخارجية بازي (وزير البترول) وعبد السلام بسيكري (وزير المعارف الذي تأسست الجامعة الليبية في عهده). وغيرهم كثيرون.

في سنة 1939 قرر بالبو إجراء امتحان عام، لاختيار عشرين ليبي لشغل مناصب سكرتيري الشئون العربية في المتصرفيات؟ واشترك في هذا الامتحان التنافسي الذي أجري في طرابلس، عدد كبير من الشباب المتعلم. وكان الأول على كل ليبيا يوسف بن كاطو، والثاني وهبي البوري. وكان من بينهم حسين مازق. وعبد السلام بسيكري وعبد القادر العلام، وعبد الرازق شقلوف، وتوفيق المهدوي، وخليفة الجهاني. ومن طرابلس نجم الدين فرحات ومحمد بي درنة، ومصطفى السراج. وآخرين.

هذه الأسماء، جزء من جيل من الشباب الليبي المتعلم كان بداية النخبة الإدارية الحديثة في ليبيا.



هو من بني القوس (كما يسمى محليا) أو قوس الأخوان فيليني (بالإيطالية: L’Arco dei Fileni) هو نصب تذكاري من الرخام، وبوابة عبور بين إقليم برقة وإقليم طرابلس بنيت تحت حكم إيتالو بالبو لليبيا، على بقايا منطقة “هيكل الأخوان فلليني” وتذكيرا بهما.
كان هذا البناء الواقع غرب بلدة العقيلة وشرق راس لانوف يمثل بوابة حدودية كانت تفصل بين برقة وطرابلس، قبل أن تقرر إيطاليا دمج ولايات برقة وطرابلس وفزان في مستعمرة واحدة تحت الاسم التاريخي للبلاد “ليبيا”، وكان الليبيون يطلقون عليه تسمية “القوس”.


إيتالو بالبو (5 يونيو 1896 - 28 يونيو 1940) قائد عسكري وسياسي إيطالي.، طيار، حاكم ليبيا، وولي عهد بينيتو موسوليني. كان زعيم فرق القمصان الإيطالية، وزير طيران,

ولد بالبو في quartesana، قرب فيرارا (إيطاليا)، في عام 1896. كان نشطا سياسيا منذ سن مبكره، في سن الرابعة عشر التحق بتمرد في البانيا تحت امرة ريكوتي غاريبالدي، ابن جوزيبي غاريبالدي وما ان ندلعت الحرب العالمية الأولى وإعلان إيطاليا حيادها، ايد بالبو الانضمام إلى الحرب إلى جانب الحلفاء، وشارك المسيرات المؤيد ة للحرب. في نهاية المطاف انضمت إيطاليا لى الحرب ،فخدم في الفوج الثامن في جبال الألب، وتحصل على ميدالية برونزيه واثتنتين فضيتتين، وترقى إلى رتبة نقيب بسبب شجاعته في الحرب. وقبل هزيمة إيطاليا في caporetto بقليل، طلب بالبو نقله إلى regia aeronautica، بحجة بدأ تدريباته الجوية.حين تم وقوع كتيبته في الأسر في caporetto، ولذلك فقد اتهمه البعض بالفرار بسبب عملية نقله بشكل مفاجئ قبل الكارثة. عاد بالبو إلى الفوج الثامن في جبال الالب بعد ذلك ومرة أخرى شهد العمل في الحرب خلال شهرى يوليو وأغسطس من عام 1918، وشارك في معركة فيتوريو فينيتو. بعد الحرب، درس في فلورنسا وحصل على ليسانس في العلوم الاجتماعية، ثم عاد إلى مسقط رأسه، ليشتغل كموظف بنك.
حاكم ليبيا
في وقت لاحق من عام 1933، عين بالبو الحاكم العام للمستعمرة الإيطالية ليبيا، حيث انتقل في كانون الثاني / يناير، 1934. وفي تلك المرحلة كان يبدو أنه كان مؤثرا في الحزب وشخصية منافسة وطموحة، موسوليني الذي ضايقته شعبية وزير طيرانه الشاب (بالبو) الذي اجتاز لأول مرة المحيط بسرب من الطائرات وصفق له العالم بأسره أراد إبعاده عن الساحة السياسية الإيطالية ربما بسبب الغيرة والسلوك الاناني ،فعرض عليه تعيينه كحاكم لليبيا فكان تعيينه كحاكم ليبيا هو وسيلة ناجعه لنفيه من السياسة في روما حيث كان موسوليني يعتبره تهديدا له فتخلص منه بهذه الطريقة. لم يتقبل بالبو المنصب الجديد بعين الرضا فقد كان يطمح إلى الحصول على منصب يجعل منه الرجل الثاني في إيطاليا، ولذلك ظل متردداً ستة أشهر قبل أن يأتي طرابلس لتسلـّم عمله، بدأ في ليبيا بإقامة مشاريع تشييد الطرق، وحاول جذب المهاجرين الإيطالين، وبذل جهودا لتحويل المسلمين (الليبين)إلى العقيدة الفاشية. وكان يحاول أن يدخل في نفوس الناس أنه يختلف عن الولاة الجامدين الذين سبقوه وأنه يريد الإصلاح ورفع مستوى الليبين ومداواة جروحهم وتمكينهم من العيش في اطمئنان واستقرار في ظل الحكم الإيطالي المباشر. ولم يُخفِ إعجابه بهم حيث أعلن أنه معجب بهؤلاء الأفريقيين الشماليين رجولة وذكاء وأن كلمتهم تساوي أي قرار مكتوب [1] وكان بالبو كثير التنقل بين مدينة وأخرى من المدن الليبية وفي كل مرة يصل إلى مكان يتصل في الحال برجاله البارزين والقضاة ويستمع إليهم ويناقشهم ويحاول فهم مشاكلهم وآرائهم.
تصرف بالبو منذ وصوله طرابلس تصرف نائب الملك لا كحاكم للمستعمرة وحول ليبيا إلى مملكة خاصة به فأقام مكتبه بالسراي الحمراء مقر الحكام الأتراك والقرة منلي وحول قصر الحاكم إلى بلاط ملكي يزينه الخيالة الليبيون ببرانسهم الحمراء المزركشة وقد وقفوا عن مدخل القصر وفي الممران المؤدية إليه لتحية الضيوف، وقد أحاط نفسه بمجموعة من أصدقائه الذين أتى بهم من إيطاليا ومن بينهم مهندسون ومعماريون وصحافيون وكتاّب وفنانون ومثقفون وأسند إلى بعضهم مناصب في الولاية ومن بينهم اليهودي " ايفوليفي Ivo levi " الذي اسند إليه قيادة الشرطة في طرابلس وفتح قصره للحفلات التي كانت تقام للزوار القادمين من إيطاليا في مختلف المناسبات وكان يدعو إليها أعيان طرابلس الذين كانوا بملابسهم المزركشة وطرابيشهم الحمراء يضفون على الحفلات طابعاً شرقياً يسر له الزوار
انجازاته في ليبيا
والتفت بالبو إلى مدينة طرابلس عاصمة ملكه فأولاها اهتمامه وعنايته وأراد أن يجعلها جديرة به، فصرف الأموال الطائلة في إصلاح الطرق وبناء الفنادق والعمارات والمرافق وزينها بالحدائق الجميلة وفتح شارع عمر المختار ووسعه وشيد العمارات الضخمة فأصبح أهم شارع في المدينة واهتم بالخدمات الصحية وقام بحملة ضد التراخوما والسل وأنشأ هيئة للسياحة والفنادق، قامت بإنشاء سلسلة من الفنادق في جميع أنحاء ليبيا وأعد مسرح صبراتة الروماني لعرض المسرحيات الكلاسيكية التي كانت تقدمها فرق قادمة من إيطاليا.
كما أنجز في عهده الطريق الساحلي الليبي عام 1937 الذي سُمي طريق بالبو الساحلي Via Balbia على اسمه.
وأراد بالبو أن يعطي طرابلس مظهرا دوليا فقرر إقامة سباق دولي للسيارات في طرابلس واختار الملاحة (مطار معيتيقة حاليا) لتقام بها الطرق والتجهيزات الخاصة بالسباق وأقام أول سباق دولي للسيارات ما بين طرابلس وبنغازي شاركت فيه 22 سيارة إيطالية وأجنبية.
ودعم بالبو معرض طرابلس الدولي وأدخل عليه تعديلات كثيرة. وفي عام 1934م شكل لجنة مكونة من سياسيين ومعماريين للإشراف على التطور العمراني لمدينة طرابلس وضواحيها، وشيد فندق الودان وزوده بالمطاعم والملاهي وكازينو للعب القمار. وقام بإنشاء المدرسة الإسلامية العليا كي يحول دون الطلبة وذهابهم إلى مصر وتونس لتلقي علومهم الدينية وتوج بالبو نشاطه بإعطاء موسوليني لقب حامي الإسلام.
وكتب رسالة إلى روما يطالبها ببناء مسجد في روما عاصمة الكاثوليكية وقد اندهش المسؤولون للطلب وغضب الفاتيكان لذلك ورفض الطلب واستنكره وظل رافظا فكرة بناء مسجد إسلامي في روما على مدى نصف قرن ثم شيد المسجد في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي بأموال عربية

ولعل أهم عملين قام بهما بالبو في ليبيا هما قدوم العشرين ألف مستوطن وزيارة موسيليني إلى ليبيا. أدرك بالبو أن عدد المعمرين الإيطاليين في العشرين سنة الماضية لا يتجاوز بضعة آلاف فقد حالت الثورة دون إيطاليا وتحقيق أهدافها الاستيطانية، ولذلك قرر بالاتفاق مع رؤسائه في روما تكثيف عملية الاستيطان لتعويض الزمن الضائع، وتقرر إرسال عشرين ألف مستوطن في العام بحيث يصل عددهم إلى 500 ألف مستوطن في عام 1950م أي ما يقارب عدد السكان الليبيين، ولذلك تحقق الضفة الإيطالية الرابعة التي يسعى بالبو إلى تحقيقها ومن الطبيعي أن نصف المليون مستوطن سيتزايد باستمرار إلى أن يصبح السكان الليبين أقلية في خدمة الأكثرية.
واستعمل بالبو في إعداد القرى التي ستستقبل العشرين ألف عدة شركات إيطالية وعشرة آلاف عامل إيطالي وخمسة وعشرين ألف عامل ليبي، وقد وجد المستعمرون لدى وصولهم مزرعة بها دار فسيحة مفروشة ومخازن ومياه وطعاماً في المعلبات وحيوانات وأدوات الزراعة.
كانت رؤية بالبو بالنسبة للاستيطان الإيطالي في ليبيا واضحة بقدر ما كانت رؤيته لمصير الليبيين مشوشة وغير واضحة وقد خطط منذ تولي الحكم في ليبيا على استعادة العشرين سنة التي ضاعت في قتال الليبيين وحالت دون تحقيق حلم إيطاليا في تحويل ليبيا إلى الضفة الرابعة الإيطالية وأراد بالبو تعويض الزمن الضائع بتكثيف الهجرة الإيطالية إلى ليبيا وترسيخ الوجود الإيطالي وتحقيق الحلم الذي راود المستعمرين الإيطاليين منذ عام 1911م، وقررت روما في هذه المرحلة، الإنفاق على توطين المعمرين في ليبيا واستقرارهم وأن تعد لهم الأرض والسكن والأدوات الزراعية والحيوانات وراتباً شهرياً يسد حاجة المستعمر إلى أن يستطيع أن يقف على قدميه ويصبح مالكاً للمزرعة بعد عشرين عاماً أو أقل وفقاً لمجهوده. وقام بالبو بإخراج ضخم لرحلة العشرين ألف فأتى بهم في رحلة واحدة على ظهر (17) سبع عشرة باخرة وتحرسها طرادتان وجاء موسوليني إلى نابولي لتوديع المسافرين.
وفي يوم 10 نوفمبر 1938م وصلت البواخر طرابلس وكان بالبو في انتظارها، ونزل المعمرون واجتمعوا في ميدان السراي الحمراء وركعوا وقبلوا أرض وطنهم الجديد وكانت أعينهم تذرف بالدموع وعينا بالبو أيضاً

آراء الليبيين في سياسة بالبو

اختلفت آراء الليبيين في سياسة بالبو تجاه مسلمي ليبيا. ففريق يقول إن بالبو كان صادقا في تودده لليبين والعمل على رفع مستواهم الاجتماعي والسياسي، وتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية وإعدادهم لتولي مناصب مهمة والمشاركة في حكم وطنهم. وقد عمل على تحسين أوضاع الموظفين ورفع أجورهم وإيجاد مناصب كبيرة لهم في الإدارة مثل مستشار وكاتب الأشغال العربية. وتحسين أوضاع القضاة. وأراد بالبو إصلاح الأوضاع الاقتصادية الليبية فأمر باقتصار تربية الأغنام على المسلمين من الليبيين ومنح القروض الزراعية وعمل بالبو على إنقاذ الثروة الحيوانية في طرابلس بترحيل 300 ألف رأس غنم عن طريق البحر للرعي في برقة بسبب الجفاف الحاد الذي أصاب طرابلس. وقام بتأسيس جمعية شباب الليتوريو العربي. وأسس المدرسة الإسلامية العليا. وكون هيئة استشارية من الأعيان ورجال الدين وأمر ببناء المساجد وإصلاح الزوايا.
ويرى الفريق الآخر أن بالبو من أبرز الرموز في النظام الفاشستي والمؤمنين بمبادئه وهو نظام استعماري متطرف يؤمن بالقوة والسلطة والاستعمار ولم يعد الليين بأي نظام يحفظ وحدتهم ولغتهم وكيانهم بل وعدهم بأن يكونوا جزءاً من الشعب الإيطالي وتكون بلادهم ضفة رابعة إيطالية وقد اختلف بالبو عن الولاة الذين سبقوه لأنه جاء بعد نهاية الثورة وتوقف القتال وخضوع الليبيين لإيطاليا فلو جاء والقتال ما زال مشتعلا لاختلف موقفه بالنسبة لليبين، فبالبو لم يعط ليبياً واحداً منصباً مهماً في إدارة البلاد وظل الموظفون اللييون في دوائر الحكومة تابعين لأقل موظف إيطالي مهما كانت مؤهلاتهم وخبراتهم. ولم يؤسس مدرسة ثانوية واحدة لأبناء الليبين ولم يسمح لليبي أن يترأس مكتبا يعمل به إيطالي ولم يتراجع عن انتزاع أراضي الليبين ومنحها للإيطاليين وقد كون بالبو، كما سبق وذكرنا، هيئة استشارية كبيرة من الأعيان والقضاة والمشايخ لبحث مشاكل البلاد واجتمعوا بحضور بالبو ورجال حكومته وانقضى الاجتماع بصدور قرارات تافهة لا علاقة لها بمشاكل البلاد وقضاياها الملحة.
ويؤكد المعارضون لسياسة بالبو أنه جاء ليبيا وفي ذهنه أمران: تحويل ليبيا إلى جزء متمم لإيطاليا وتحويل شعبها إلى مواطنين تابعين من الدرجة الثانية.
في عام 1938 كان بالبو العضو الوحيد من النظام الفاشي الذي يعارض بشدة تشريعات جديدة ضد اليهود.

التخطيط لاحتلال الإسكندرية
بعد الغزو الألماني لبولندا في عام 1939، زار بالبو روما ليعرب عن امتعاضه من دعم موسوليني لهتلر، وكان الفاشي الوحيد من ذوي الرتبة العالية الذي ينتقد علنا هذا الجانب من السياسة الخارجية لموسوليني. وقال أن إيطاليا ينبغي ان تقف جنب بريطانيا، ولكنه اجتذب القليل من الاتباع. عندما علم بان إيطاليا تحالفت رسميا مع ألمانيا النازية، صاح بالبو "انكم جميعا ستتهن ماسيح الاحذيه عند الالمان!".
وفي يوم 10 يونيو1940م أعلنت إيطاليا الحرب على فرنسا وبريطانيا إلى جانب ألمانيا التي احتلت فرنسا وأجبرت بريطانيا على الانسحاب إلى جزيرتها، وعين موسوليني المارشال بالبو قائداً عاماً للقوات الإيطالية في شمال إفريقيا. وكان بالبو يخطط لاحتلال الإسكندرية سواء دخلت إيطاليا الحرب أم لم تدخل لقد كان يبحث عن تحقيق مجد يجعله الرجل الثاني في إيطاليا ووضع خطة عسكرية لتحقيق هذا الهدف عرضها على المارشال بيترو بادوليو وغيره من القادة غير أنهم لم يشجعوه على فكرته ومع ذلك فقد ظل بالبو مصراً على احتلال الإسكندرية. وزار القاهرة في شهر مايو 1939م والتقى بالملك فاروق وبرئيس وزرائه محمد محمود باشا وطلب منهما الدخول في مفاوضات لرسم الحدود مع السودان وطمأن السلطات المصرية بأن الجنود الإيطاليين الموجودين على الحدود المصرية لا يكونون خطرا على مصر وأن إيطاليا تكن لمصر كل مودة وخير واقترح عليهما في نفس الوقت عقد معاهدة صداقة وحسن جوار مع إيطاليا.
ومر سبعة عشر يوما على دخول إيطاليا الحرب دون أن يتحرك بالبو لتحقيق هدفه فقد أراد له القدر مصيرا آخر فقد أطلقت الطرادة سان جورجو الراسية بطبرق مدافعها على طائرة بالبو التي كانت تستعد للهبوط في طبرق فأسقطتها وأردته قتيلا مع من كان معه في الطائرة


في 28 يونيو 1940، قتل بواسطة نيران مدفعية إيطالية أصابت طائرته في مطار طبرق، ليبيا، أثناءهجوم جوى بريطاني على طبرق، وربما يكون لموسوليني يد في مقتله، إذ أنه في الأشهر الأولى من عام 1940 التقى بالبو قرب غدامس مع قائد القوات الفرنسية في شمال أفريقيا شارل نوجيه Nogués وقال له أنه غير راضٍ عن التحالف الألماني الإيطالي... وأن ألمانيا... ستهاجم فرنسا بوسائل متقدمة لن تصمد أمامها طويلاً. وربما كانت هذه المعارضة للتحالف سببا يجعل موسوليني يتخلص من بالبو

مصادر

1- كلوديو سيقري ـ الشاطئ الرابع ـ الترجمة العربية طرابلس 1987 ص 110
2- جان بيشون، "المسالة الليبية في تسوية السلام"، مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية، طرابلس، ليبيا، 1991، ص 361-362


Comando Supremo: Italo Balbo
Italo Balbo and the Sioux



بالبو وحورية  "من كتاب خرائط الروح للكاتب الليبي احمد ابراهيم الفقيه"
جدلية الحياة تحت الاحتلال
التاريخ في الرواية ، كما يعلم القاريء يختلف تماما عن ذلك الذي نقرأه في كتب التاريخ ، وايتالو بالبو مرشال الفضاء الذي ارسله موسيليني ليكون حاكما في ليبيا خلال عقد الثلاثينيات ، له هنا وجه انساني ، رغم هويته الفاشية الاستعمارية ، لا يستطيع ان يرسمه الا عمل سردي روائي ، يهتم بالجانب الاخر له كانسان عاشق ، يحب فتاة ليبية هي حورية ، التي كانت عونه في طموحة لان يستقل بليبيا عن ايطاليا، خاصة بعد ان انضمت ايطاليا الى المانيا في الحرب العالمية ، وهي شراكة كان يعارضها ، وحاول تخريبها من خلال القيام بشيء يشبه ما عمله الجنرال ديجول وهو ينشىء خارج فرنسا وفي معارضة لحكومة فيشى دولة فرنسا الحرة ، هذا الحاكم الذي مات قتيلا بما اسموه نيرانا صديقة ، في ذلك الوقت ، اتضح فيما بعد ان رمي طائرته بقنابل المدافع الايطالية لم يكن خطأ وانما باوامر من موسيليني الذي تسربت اليه عن طريق مخابراته وعن طريق الجوستابو مخابرات حليفه هتلر بعض نوايا هذا الحاكم الذي تقدمه الرواية منذ البداية حاكما مختلفا عن سابقيه الدموييين واشهرهم جزار ليبيا جرسياني ، فقد جاء بسياسة الاستيعاب بدل سياسة الانهاء والاقصاء لسابقيه ، لتظهر شخصيته على المستوى الروائي شخصية شديدة التركيب والتعقيد ، يختلط فيها الضوء بالظل والشر بالخير والحب بالحقد والكراهية ، وتؤمن به حورية ، عشيقته الليبية ، الى حد ان تدفع حياتها ثمنا لهذا العشق . ولكن ليست قصة بالبو ومصرعه او دراما حياته وموته هو الهدف ولكن الهدف هو تقديم الايات السلطة وابنيتها من خلال هذا الحاكم وحكام اخرين قبله وبعده باعتبار ما تعنية بنية السلطة في الحياة امس والوم وغدا من تاثير على المسيرة البشرية ، فالرواية معنية بهذه القضية التي اولتها في كل اجزائها اعتبارا خاصا في تفاعل واشتباك مع بنية النص نفسه حتى لتصبخ جزءا منه . الحاكم الاستعماري ليس دائما كثلة من الشر ، كما ان البطل الاسطوري ، الذي يمثل النضال من اجل الحرية مثل شيخ الشهداء عمر المختار ليس دائما كتلة من النور، فهناك من نراه يصرخ فوق صفحات الرواية من بؤساء الليبيين باعتباره ضحية لهذا البطل الاسطورى ، وهكذا نجد الكاتب يقلب كل الاحجار ، ويناقش كل المسلمات ولا يرضى بسرد ما هو معروف وثابت تاريخيا ، وانما يبحث في التاريخ نفسه عما اهمله التاريخ ليقوم بتسجيل المسكوت عنه في تفاصيلة الانسانية والجمالية التي لا نلتقى بها الا في مثل هذا العمل الملحمي السردي الذي يقف شامخا يوازي اعظم ما انتجته عبقرية الخيال عند الادباء قديما وحديثا





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأمثال الشعبية الليبية

غـــنـــــاوي وشـــتـــــاوي على ( الــــقــــــديـــــــم )

ما بي مرض غير دار العقيلة.. للمجاهد الفقيه رجب بوحويش