برقة شعب المليون شهيد





يقول المناضل عبدالونيس محمود الحاسى ...

ان شعب برقة في الواقع هو شعب المليون شهيد، وليست الجزائر التي لم تقاتل سوى أقل من ثماني سنوات، في ظروف دولية مواتية، ومناخات عالمية جيدة، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وصدور ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على منح الشعوب المستعمرة حق تقرير المصير، وكانت تقف إلى جانبها وتساندها ماديا ومعنويا ودبلوماسيا في المحافل الدولية جميع الدول العربية المستقلة منها، أو... تلك التي في طريقها إلى الإستقلال. كما أن برقة وليست فييتنام هي صاحبة الرقم القياسي في التاريخ الحديث، في رفع لواء المقاومة المسلحة على نحو متواصل، ضد الغزو الخارجي، نحو ربع قرن من الزمن، في حين كان قتال فييتنام متقطعا وعلى فترات، وهي ايضا مثل الجزائر كانت تقاتل في أجواء ما بعد الحرب العالمية الثانية، وفي ظروفها المختلفة، وكانت تقف وراءها وتساندها إمبراطوريتان هما الصين والاتحاد السوفييتي.

أما برقة، فقد كانت تقاتل بمفردها، في ظروف غاية في القسوة، وفي أيام حالكة السواد، وتحت وطأة الحصار الإيطالي الشديد، الذي وصل قمّته في نصب جدار الأسلاك الشائكة، على طول الحدود المصرية، مع الدوريات الأرضية، وطائرات المراقبة، مما عزل برقة كلية عن مصر، وقد عرف ذلك الجدار الرهيب بإسم "الشبردق". حتى أن المجاهدين لم يجدوا ما يقتاتون به سوى بعض النباتات والأعشاب في أحراش الجبل الأخضر، كالخروب والبطوم والشماري والخرشوف والترفاس والكراث والنباتات الفطرية... ورغم ذلك، فقد كانوا يتمتعون بروح معنوية عالية، ونادرة المثال، ويقاتلون بشجاعة وضراوة منقطعة النظير، كما ذكر ذلك "محمد أسد" وهو الوحيد الذي تمكن من الوصول إليهم، قادما من مصر، وقابل وحاور عمر المختار الذي أدهشه بعزمه وتصميمه وصموده الأسطوري، رغم قلة الزاد والعتاد...؟! وقد ضمّن ذلك كتابه "الطريق إلى مكة".

تضحيات جسام، ولكنها كانت في سبيل الوطن.. من أجل ليبيا وعزّتها، ودفاعا عن ترابها وحريتها وكرامتها واستقلالها...؟!"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأمثال الشعبية الليبية

غـــنـــــاوي وشـــتـــــاوي على ( الــــقــــــديـــــــم )

ما بي مرض غير دار العقيلة.. للمجاهد الفقيه رجب بوحويش