أبرز رجال عمر المختار قائد المقاومة في برقة


سنحاول وضع سطور تعريفية مبسطة عن حياة كل قائد وذلك من أجل تقريبكم أكثر حول هوياتهم وسيرهم العطرة التي تجعلنا نفتخر بها ونعتز بتذكرها والتذكير بها على السواء,,
وقد حثتني مطالعتي لسيرة القائد الشيخ عمر المختار رحمه الله أكثر من مرة الى كشف بعض الكلمات عن أهم الرجال الذين عاصرهم والذين شكلوا عصبته القوية التي استطاع بها المختار تحطيم العنجهية الايطالية ورسم مجد المقاومة الليبية التي ثمل اهم الحركات الجهادية في العالم الاسلامي في القرن الرابع عشر هجري/ العشرين ميلادي’’’ اذن لنتصفح معا بعض هذه الأسماء ,,ونستحضر بطولاتهم وشجاعتهم ونخوتهم الاسلامية العربية.
1* حسين الجويفي _فارس المقاومة_
القائد المغوار حسين الجويفي كان أحد أهم المجاهدين متمترسا بناقته المضروبة..يجندل بالرصاص أفراد العدو الواحد تلو الآخر,,
قاد الشهيد حسين الجويفي (معركة عقيرة أم الشفاتير) التي وقعت سنة : 1930م وأبلى فيها بلاء حسنا .. وفي طريق عودته منها كمن له اثنان من الأحباش وراء شجرة في مكان يعرف بـ " الخبابيز" .وذلك حينما رأوا سرج حصانه يلمح تحت ضوء الشمس وأدركوا أنه فارس غير عادي ولما اقترب من الشجرة أطلقا عليه النار غيلة فسقط شهيدا .
كان المجاهد عبد السلام دجاجات..صديقا مقربا وملازما للشهيد حسين الجويفي .. وقد قال في لقاء سابق له : " كان الشهيد حسين الجويفي ..  بأخذ السلاح والذخيرة فقط ..ولا يأخذ الأسلاب ( الغنائم ) " .
وعندما مر عمر المختار بقبر رفيقه في الجهاد ومستشاره الخاص ..الشهيد حسين الجويفي ( 80 كم شرق سلنطة ) ووجده وحيدا بلا جار أومؤنس .. جلس عند قبره وقرأ على روحه الطاهرة الفاتحة ودعا له .. ثم انصرف وهو يردد ( غناوة علم ) اشتهرت عنه فيما بعــد : " شهير لسم وافي الدين ... تما غفير في فاهق خلاء " .
2* نجيب الحوراني _البطل العثماني_
هو أحد ضباط الجيش العثماني ..وهو عربي من مواليد عجلون بالأردن وكانت جزء من قضاء حوران - لذلك سمى بالحوراني - وكانت المنطقة كلها تعرف حينئذ ببلاد الشام .. وقد رفض كغيره معاهدة لوزان... وأصر على أن يبقى مع إخوانه الليبييــن .. ويشاركهم جهادهم المقدس .
وكان معسكره - أو نقطة نجيب كما يطلق عليها إلى يومنا هذا - بالقرب من منطقة القوارشة .. بمكان يعرف بـ ( الفعاكات ) .. وكان من مهام تلك النقطة..التصديً للزحف الإيطالي..والدفاع عن سلوق وجردينة والمناطق المجاورة .
وتولى أيضا قيادة دور( مسوس ) .. وتعلق به المجاهدون وأثنوا عليه وأطاعوه .. وترك أثرا طيبا في نفوس الأهالي ..فأحبوه ومدحوه بشعرهم .. حتى أن كثيرا منهم سموا أولادهم عليه ..تيمنا باسمه الذي لم يكن معروفا لديهم من قبل .. وتغنوا في أشعارهم بشجاعته وبسالته .
استشهد في ( الحقيفات ) سنة : 1915م .. ولم يوافق المجاهدون على دفنه بأرض المعركة .. مفضلين دفنه بمنطقة ( مسوس ) التي أحبها وأحبته .. فحملوه على جمل وعادوا به إلى هناك .. وعندما وصل قائد الجمل صاح في الناس قائلا :
احتفلي بمــير الدور.. يا مسوس .. راه جاك الجمل .
فخرج الرجال تعظيما وتشريفا ، وزغردت النسوة فرحا بنيل " أمير الدور" .. الشهادة في سبيل الله .
3*عبد السلام دجاجات _الرجل المرعب_
المجاهد عبد السلام دجاجات البرعصي..الذي أشتهر بالشجاعة والجرأة والإقدام .. ودوخ العدو في كثير من المواقف التي لا يزال الناس يتناقلون أخبارها إلى اليوم .
في لقائه ذاك .. كانت بطنه كرقعة الشطرنج من كثرة الإصابات التي منى بها ..وجرده الذي كان يقاتل به..كان مليئا بالثقوب..من كثرة ما أصابه من رصاص .. ولازال هذا الجرد في عهدة أسرته..التي تحافظ عليه كميراث مبارك من سنوات الجهاد .
وكان المجندون من الليبيين ...الذين يطلق عليهم العامة اسم :" الشناوير " يعرفونه جيداً ...ويخشونه.. حتى أنهم كانوا يدعون على بعضهم البعض بقولهم : " اجعنك اصداف دجاجات ، وهن فايجات " .. لمعرفتهم بالمصير الذي يلاقيه من يعترض طريقه .
وكان شجاعا لدرجة الجنون ..ينزل عليهم كالصاعقة... فيثير في قلوبهم الرعب .. فيهربون وهم يصيحون بعبارتهم التي نقلت عنهم : " جاكن دجاجات يا مبليات " .. وذلك استعدادا للهروب من الموت القادم إليهم مع ذلك الفارس المغوار .
ومن المواقف النادرة..التي تجلت فيها شجاعة ( دجاجات ) وفطنته ..وذكائه وسرعة حركتــه .. أنــه كان ذات مــرة .. نائما تحت شجرة...في مكــان يسمـى : الصليعاية .. بالقرب من ( قندولة ) .. وكان قد أوقف حصانه..في منخفض بالقرب منــه .. وعليه بندقيتان واحدة ألمانية وأخرى إيطالية . وبينما هو نائم ..إذا بثلاثة من عملاء إيطاليا ( الباندا ) .. يمرون بالقرب منه .. فالتف أحدهم متسائلا : عما إذا كان ذلك الرجل النائم دجاجات .. أم لا ..؟ فأكدوا له بأنه دجاجات .. ففرحوا بذلك.. لما سينالهم من الترقية والأموال نظير قبضهم على دجاجات .. فتقدموا نحوه وأيديهم على الزناد ..وصرخوا بأعلى أصواتهم .. بأن يقف رافعا يديه مستسلما .
وعلى صوتهم قفز دجاجات ..ليجد نفسه محاصرا دونما سلاح .. لكنه بحنكته وسرعة بديهته .. رفع يديه وهو يصرخ ويناجي أمه قائلا :" يا نا علي يا يام .. يا نا علي يا يام "
فنظر الخونة إلى بعضهم البعض.. في حيرة وذهول..مستغربين أن يصدر هذا الفعل .. ممن يضرب به المثل في الشجاعة والإقدام .. وأرتبك الخونة من شدة المفاجأة.. وزال ما بهم من خوف وحذر .
 في الوقت نفسه.. كان دجاجات يزحف ببطء شديد وهدوء تام.. باتجاه الجواد .. وفي لحظة معينة .. وبحركة بهلوانية خاطفة..قفز على ظهر جواده واستل في الحال أحدى بندقيتيه ..وأطلق النار على أحد الخونة.. فأرداه قتيلا .. ثم طلب من الآخرين.. إلقاء السلاح أو مواجهة نفس المصير .. وعلى الفور استسلم العملاء .. وأكمل دجاجات الشطر الآخر من أهزوجته :
  يا نــا علي يا يــام .. كان ها البانــدا روحــت .
  بعد إعدام شيخ الشهداء عمر المختار ...وتوقف الجهاد في برقة ..اخذ المجاهد دجاجات حصانه وهاجر إلى مصر.. ولم يشأ أن يترك حصانه..الذي أكمل معه مشوار الجهاد.. وشق به غبار المعارك .. وصبر معه في مواطن الشدة والبأس .. هاجر فقيرا معدما.. ليس له قوت يومه ..وأكل في الطريق ما يأكله الحيوان من حشائش ونباتات..وقطع طريق هجرته حافيا جائعا .
وهناك في مصر حل ضيفا..على أحد نجوع ( أولاد علي ) .. فعرفوه ورحبوا به وأكرموه . وعرضوا عليه خدماتهم .. فقال لهم : لي مطلب واحد لا غير .. أن تدلوني على رجل يعرف قـدر الخيول الأصلية.. ويكرم وفادتهـا ..كي أبيعـه حصاني هــذا .. الذي رافقني في حلي وترحالي وخضت به المعارك ..وذاق معي حلو الحياة ومرها .. ولولا قلة ذات اليد. وقسوة الحياة لما أقدمت على بيعه .
  فبعثوا إلى رجل من وجهائهم ميسور الحال.. وعرضوا عليه الأمر .. فوافق الرجل على شرائه مقابل عشرين نعجة متوسطة العمر .. وكان ذلك
  عرضاً سخياً .. وصفقة مغرية لم يستطع ( دجاجات ) - الذي لم يجد ما يسد به رمقه - رفضها ... فوافق في الحال .
 وعلى عادة العرب..طلب الحاضرون من ( دجاجات ).. أن يستعرض أمامهم حصانه .. فاعتذر عن ذلك وقال : لا أرغب في استعراض حصاني بعدما إعدام سيدي عمر المختار ..وانكسر المجاهدين في برقة .. ولكنني لا أمانع في أن تختاروا فارسا آخر..يقوم بهذه المهمة نيابة عني .
 فقدموا رجلا منهم خبير بالخيول وسباقاتها..ويعرف أصولها وطباعها..فأسرجوا له الحصان وزودوه ببندقية ... واصطف الرجال والنساء أشواطا ليستمتعوا برؤية ذلك الحصان .
 ركب الرجل حصان ( دجاجات ) .. وشرع الحصان يرقص أمامهم كالغزال في زهو وتبختر تماما كما كان يفعل في برقة .. ثم أطلق له العنان ..فانطلق كالسهم وانتصب شعره الغزير ( السبيب ) وتماوج مع الرياح ولم يتمالك ذلك الرجل نفسه من شدة إعجابه به .. فصوب بندقية إلى أعلى وأطلق أربع رصاصات في الهواء .. وهو يقول تعبيرا عن إعجابه ودهشته :
 " باعــــك بوفــــم ... برقــــاق غلـــــم "
 فتأثر المجاهد ( دجاجات ) من قوله ذاك ونزلت دموعه على خديه وأقسم بأغلظ الأيمان ألا يبيع لهم حصانه .. ثم أردف قائلا : لن أتركه أبدا نعيش معا ، ونموت معا .. " واللي بيا بيه " .. وغادر ذلك النجع واتجه بحصانه شرقا .. طالبا العيش في مكان آخر.
 وفي مصر اشتغل ( دجاجات ) عامل بناء حتى تشققت يداه وتأثرت كتفاه .. وذات يوم .. وبينما هو كذلك يحمل على كتفيه الرمل والأسمنت .. مربه رجل من قبيلة القطعان وكان رفيقا له في الجهاد ويعرفه جيدا فاستغرب وسأل الناس غير مصدق : هل هذا هو المجاهد دجاجات .. ؟ فأكدوا له ذلك .. وقالوا : إذا كنت غير مصدق فتقدم منه وسلم عليه .
 فتأثر الرجل لرؤية ذلك البطل المغوار وهو على تلك الحالة من العوز والفقر والحاجة .. وانصرف وهو يقول : " سبحانـه اللي دجاجات .. تم خديم بحزامه .. يا طول ما فاجـن .. خيل العدو قدامـه " .
  وبعد هزيمة إيطاليا ، عاد المجاهد ( دجاجات ) إلى أرض الوطن . وعمل حارسا للغابات بالجبل الأخضر .. واستقر بمنطقة قندولة.. حتى وفاتهعام : 1974 .

4* عيسى الوكواك العرفي...روبن هوود برقة
 _ رجل المهمات الصعبة ..المجاهد الذي أجبر الإيطاليين على التفاوض معه _
 تاريـخ هذا المجاهد اللامع  يمكن أن يكون فيلما سينمائيا رائعا ورائجا لبطولاته التي تفـوق في واقعيتها وصدقها مغامرات ( روبن هوود ) البريطاني .. ومن جرأته وشجاعته أنه حاول مرارا اغتيال السفاح ( غراتسياني ) انتقاما لإعدام عمر المختار فكانت
  تعترضه أحيانا الأسلاك الشائكة وأحيانا الكاشفات الكهربائية وفي أحيان أخرى الجنود وكلاب الحراسة وغير ذلك من العوائق
 ولكنه مع هذا كله أثخن في العدو لدرجة أنهم طلبوه حيا أو ميتا.
 قبض الإيطاليون على عيسى الوكواك سنة : 1915 حينما كان يتجول مع أحد أقاربه بسوق الظلام ببنغازي وخيروهما بين الالتحاق بالجندية أو النفي إلى جزيرة  ( ساركوزا ) .. فاختار قريبه النفي وأختار( الوكواك ) التجنيد .
 وكان ذلك الاختيار أحد أهم الأسباب التي أثرت في شخصيته وشكلت حياته وسيرته التاريخية .. فقد أمضى في معسكر إيطالي بالمرج مدة سنة كاملة تعلم خلالها اللغة الايطالية وأتقن استعمال السلاح الإيطالي وأكتسب مهارات قتالية عالية وخبر مواطن قوة العدو وضعفه الأمر الذي جعل تحركاته وضرباته للعدو –   فيما بعد  ــ   مؤلمة وقاتلة .
بينما ( الوكواك ) ينظف حصانه في المعسكر الإيطالي أخبر بأن رجلا من أبناء عمومته يدعى ( اشكوربه ) سينفذ فيه حكم الإعدام
في ساحة المعسكر .. وفي محاولة منه لتخليص ابن عمه ودونما تأخير قفز على ظهر جواده واتجه مباشرة إلى ساحة الإعدام ..
 كانت تلك بالطبع محاولة فاشلة وعملا متهورا .. فقد استطاع الإيطاليون القبض عليه واتهموه بالجنون معتقدين أن من يقدم على
 عمل مثل هذا لابد أن يكون مجنونا.
لقي ( اشكوربه )  مصيره على حبل المشنقة راضيا محتسبا .. وقُدم ( الوكواك )  إلى المحاكمة وحكم عليه بالسجن لمدة سنة.
وللمجاهد ( اشكوربه ) قصة أخرى .. فقد كان بطلاً من الأبطال .. عرف بقتاله الشرس ضد الطليان .. ولم يكن من السهل على
الإيطاليين القبض عليه .. لولا أنه كان  في نجع من نجوع البادية يحضر عرسٍا لأحد أقاربه .
وعلم الطليان بمكان تواجده .. فحاصروا ذلك النجع وطلبوا منه الاستسلام دونما شروط .. وخوفا منه على سلامة النساء و الأطفال
 لم يكن أمامه من خيار سوى الاستسلام .. فخرج عليهم مستسلما وألقى سلاحه بين أيديهم وهو يقول لهم :
' لولا خوفي على هذه العائلات ، لقاتلتكم حتى آخر رمق من حياتي ' 
وبينما كان( الوكواك ) يقضي مدة عقوبته في السجن طلب الآمر مجندا ليبيا يتحدث الإيطالية بطلاقة ليبعث به إلى منطقة سوسة في
 مهمة خاصة .
ووقع الاختيار على ( الوكواك ) .. وقابل الآمر الذي اطمأن له ووثق به فسلمه حصانه وأمره أولا وقبل أن يذهب به في مهمته
تلك .. أن يأخذه إلى الشاطئ  ليغسله هناك .
وذهب ( الوكواك ) بالحصان إلى الشاطئ وإذا بثلاثة من المجندين الليبيين يلعبون على الشط .. وكانوا قد وضعوا بنادقهم
 بالقرب منهم .. وبعدما انتهى ( الوكواك ) من تنظيف الحصان هجم على بنادق أولئك المجندين وأخذ إحداهاوطلب منهم التزام
الهدوء وإلا قتلهم جميعا .. ثم افرغ ذخيرة البندقيتين الأخريين في جيوبه .. ومن ثم اتجه مباشرة إلى مكتب الآمر بالمعسكر .. ومن
وراء الشباك نادى على الآمر باسمه .. وما إن أطل برأسه حتى عاجله  برصاصة خر على إثرها صريعا .
ومن هناك انطلق مباشرة صوب معسكر عمر المختار فرحب به المجاهدون وانضم إلى صفوفهم .. ليبدأ بعد ذلك تنفيذ عملياته
ومهماته الخاصة والمؤثرة .
أصبح ( الوكواك ) رجل المهمات الصعبة .. وقائدا للعمليات الخاصة .. وترقى في سلك الجهاد إلى رتبة ( كومندار ) .. وكان بخلاف بقية المجاهدين ينفذ عملياته وهجماته بمفرده ودونما حاجة منه إلى مساعدة أحد .. فقد كان يجيد التخفي والتنكر بشخصيات عدة مع إتقانه للغة الإيطالية . وكان تنكره يتعدد ويختلف بتعدد واختلاف المهمات التي ينفذها .. فتارة تراه في زي امرأة وأخرى في شكل راعٍ .. وثالثة في هيئة
 مرابط أو في أسمال درويش أو في قيافة مجند 'متطلين'.
ومن تلك المهمات .. أنه وعندما كان ملاحقا في المرج ووضعت السلطات الإيطالية في المرج جائزة مالية لمن يُخبر عنه وكلفت
ثلاثة من الإيطاليين  ليتقصوا أخباره وتحركاته .
 فتخفى في زي امرأة متزينة متعطرة  ومر بجانب أولئك التعساء الثلاثة ..  فأغراهم منظره ورائحته فنادوا عليه قائلين : مبروكة
  وين يا مبروكة .. ؟ فالتفت إليهم ( الوكواك ) وصوب سلاحه إلى صدورهم فقتل منهم اثنين وفر الثالث .. فأخذ بنادقهم واختفى
  عن الأنظار سريعا كما ظهر .
 وأثناء التحقيق مع الثالث أخبر بأن من قام بذلك امرأة .. فصاح قائده في وجهه مستهجنا غباءه ، وقال له : ' هذه المرأة كانت
  عيسى الوكواك ياغبي وكم مرة أخبرتكم بأن لا تكونوا معا في حالات كتلك ' .
 اشتكى له أبناء عمومته ــ  في المرج ــ   من عميل ليبي يتجسس عليهم لصالح الطليــان وكان هذا العميل يملك خمسين بقرة ويعيش في بحبوحة من العيش بسبب عمالته بينما بقية أهل المرج لا يستطيعون توفير قوتهم اليومي .. وكانت أبقاره تخرج من

حظائرها صباحا وتذهب حتى منطقة ( الشليوني ) .. ومن ثم تقفل راجعة عند الغروب .

فتنكر ( الوكواك ) في لباس امرأة ورافق الأبقار في طريق عودتها إلى دار العميــل .. وصادف مجيئه ذاك قدوم ضابطين إيطاليين

 في زيارة ودية لذلك العميل الذي لم يكن موجودا بالدار .. فأجهز ( الوكواك ) عليهما ورجع لأبناء عمومته وقال لهم : لم أجد ذلك

 الخائن ولكنني قتلت مكانه اثنين من الكفرة .

تسلق ذات مرة دار المدعو ( بياتي ) متصرف المرج ودخل عليه في حجــرة نومــه وأمسك به أمام زوجته الليبية ــ حواء

بياتي ــ   وقال له : ' بإمكاني الآن أن أقتلك ولكنني لن أفعل ذلك .. لكن إذا سمعت أنك تعرضت للأهالي أو أهنت أحدا مرة أخرى

 فستكون خاتمتك أقرب مما تتصور ' .. ثم تركه مفجوعا وزوجته منهارة من شدة الخوف وعاد من حيث أتى .

مر ذات يوم بنجع للعواقير بالقرب من سلوق فسأل هل يوجد هنا بيت من بيوت العرفة فقيل له : توجد هنا امرأة من قبيلة العرفة

تدعى : مبروكة النحيلي متزوجة من رجل عقوري .

ولأنه يعلم   أن المرأة عند البادية تستضيف كما يستضيف الرجل فقد سأل عن بيتها فدلـوه عليـه .. وهنــاك في بيتهـا ..

استقبلـه زوجها استقبالا حسنا ورحب به .. وقــدم ( الوكواك ) نفسه إليه .. فعرفه الزوج الذي كان يسمع عنه كثيرا .. وأخبر

 الزوج زوجته .. بأن الضيف من قبيلتها وابن عم لها .. وزيادة في إكرامه وحسن ضيافته ذبح له شاة كما هي عادة العرب مع

 الضيوف .

وبينما الزوجة تعد الشاي للضيف بكت فسأل ( الوكواك ) زوجها عما يبكي ابنة عمــه .. فقال له : تبكي على خمس بقرات لنا

أخذها الطليان وساقوها إلى معسكر ( الشليظيمة ) .

وبعد ما انتهى ( الوكواك ) من تناول الشاي .. طلب من الزوجة –   بعدما استأذن زوجها ــ   أن تحضر له كل ما تلبسه المرأة

للأفراح وكل ما يلزم من طيب وأدوات زينة .. فتعجبت المرأة مما طلب .. !!!

لكنها وأمام إصراره على طلبه .. أحضرت له  ما أراد .. فلبس وتزين وتعطر ولبس أجمل ما تلبسه المرأة الليبية في ذلك الوقت

 من رداء ومحرمة وسورية وشملة ثم صب زيت القرنفل على رأسه وحك أسنانه بالسواك النسائي .. حتى صار كعروس ذاهبة

لتوها إلى عش الزوجية .. وبعد أن أكمل زينته لبس الجرد النسائي ولم ينس أن يدس مسدسه تحته .

متنكرا اتجه ( الوكواك ) مباشرة إلى معسكر العدو .. وعند بابه قابل بعض المجندين ، فسألهم عن قائدهم  الإيطالي فردوا عليه

 بشيء من المعاكسات  والكلمات النابيةــ   لم يأبه ( الوكواك ) ولم يضق ضرعا بمعاكساتهم .. بل أصر على مقابلة قائد

 المعسكر .. زاعما بأن له أخا وحيدا نقل إلى معسكر إجدابيا وليس لهم من يعولهــم .. فدخل أحد المجندين على سيده وقال له :

ثمة امرأة بالباب تريد مقابلتك ففرح الإيطالي بذلك وسمح لهم بإدخالها عليه .

وعندما دخل ( الوكواك ) قال له الإيطالي الذي ظنه امرأة : مبروكة .. ماذا تريدين يا مبروكة ..؟ وعلى الفور أخرج ( الوكواك )

 مسدسه وقال له : أريد راسك .. ثم أطلق النار عليه فأرداه قتيلا

وخرج مسرعا من مكتبه فقابله أحد المجندين عند الباب فضربه بإطلاقه في كتفــه .. وقال لــه : لــم آت لقاتلكم ، بل لقتال

هذا وأشار إلى الإيطالي الذي كان ممددا يسبح في دمائه .

ثم سأل المجند عن بقرات العرفية .. فأخبره بأنها وراء سور المعسكر فذهب إليها وساقها إلى صاحبتها .. فلما رأته قادما

بالبقرات .. أطلقت زغرودة مدوية .. وشكرته على ذلك .. فقال لها : هذه بقراتك والآن أعطني ملابسي ثم اختفى سريعا كعادته.

وتخفى مرة أخرى في زي ضابط إيطالي برتبة ( ميجر ) وهي تعادل رتبة رائد ..    واتجه إلى معسكر سلوق .. وكان آمر ذلك

المعسكر قد نفذ حكم الإعدام شنقا بصديق ( الوكواك ) عوض العبار وراعيه إبراهيم في المرج .. وكان ( الوكواك ) يحمل معه

حقيبة صغيرة تشبه ( السمسونايت ) بداخلها حبل .

وفي مطبخ المعسكر ــ ولكي يعرف عدد أفراد المعسكر ــ  سأل الطباخ : كم قطعة لحم تطبخون في الوجبة الواحدة ..؟  فأجابه

 الطباخ : نطبخ ( 700 )  قطعة لحم تقريبا .

ثم طلب ( الوكواك ) الدخول على الآمر مدعيا بأنه من مقر القيادة في بنغازي ويريد مناقشة بعض الأمور معه فأذن له الآمر بالدخول

 ورحب به وطلب شيئا من الخمر فاعتذر ( الوكواك ) وقال له : ليس لدينا الوقت ولا المزاج لاحتساء الخمر الآن لأننا بصدد أنجاز

 بعض الأعمال الهامة وطلب منه أن يأمر الحرس ألا يدخلوا عليهما أحدا.

وبعدما اطمأن( الوكواك ) للترتيبات وبأنها تسير على ما يرام .. فتح حقيبته وأخرج الحبل وقال للإيطالي أتعرف ما هذا ..؟  فقال

الإيطالي مستغربا : لا .

فقال له ( الوكواك ) : هذا هو الحبل الذي شنقت به صاحبي العبار.

وبسرعة البرق لفه حول عنق الضابط وشده بقوة حتى لفظ الإيطالي أنفاسه .. ومن ثم وبهدوء خرج على الحرس وقال لهم : يطلب

 منكم السيد بألا تدخلوا عليه أحدا .. لأنه يريد أن ينال قسطا من الراحة .. فحياه ذاك الجندي وأنصرف ( الوكواك ) إلى مكان آخر

لانجاز مهمة أخرى .

لا يتأخر( الوكواك ) عن تقديم يد المساعدة للآخرين ممن ليسوا من بني عمومته أومن قبيلته  كما فعل مع الشهيد عوض العبار

سالف الذكر.

قدم ذات يوم إلى منطقة ( قاريونس ) في زيارة إبن عم له ويدعى : الحول العرفي فأخبره ابن عمه عن رجل من عرب مصراته

يعيش في نفس المنطقة وله بنات .. يتحرش بهن أربعة من عساكر الطليان .. فعز ذلك على ( الوكواك ) وأخذه الشهامة والنخوة

العربية .. فذهب إلى الرجل المصراتي وقال له : ليس لدي رصاص كاف زودني ببعض الرصاصات وسأريحك منهم إلى الأبد .

وبعدما تحصل على العدد المطلوب من الرصاص .. جلس في بيت المصراتي ينتظر قدومهم .. ولم يتأخر به الانتظار طويلا .. فما

أسرع ما خرجوا من معسكرهــم وجــاءوا رأسا إلى بيت المصراتي .. وكان ( الوكواك ) هنــاك في انتظارهــم .. حيث

 كمن لهم وصوب بندقيته إليهم وأقتنصهم الواحد تلو الآخر .

 استمر الوكواك وحيدا في جهاده ضد الطليان ..رغم  إعدام عمر المختار وتوقف حركة الجهاد في الجبل الأخضر واستشهاد أو

 هجرة بقية المجاهدين إلى مصر .

وقد كان في آخر أيامه يتخذ من كهف يسمى ( بومقهيه ) عرينا له يأوي إليه مرتديا خرقاً بالية ويضع جلد ذئب على رأسه محتفظا

 بسبع رصاصات في بندقيته .. وقد تزامن ذلك مع تعيين ( دوداتشي ) متصرفاً جديدا للمرج وكان عضواً بارزا في الحزب

الفاشستي .. ومن المفارقات أنه كان قد استقال من منصبه  بسبب ( الوكواك ) نفسه .. وقد رأى ( دوداتشي ) ضرورة التفاوض

مع ( الوكواك )  لوضع حد لضرباته الموجعة .

 كان ( الوكواك ) يضرب تارة في المرج وأخرى في بنغازي وثالثة في قاريونس وتارة أخرى في سلوق .. أوغيرها من المناطق

 التي لا يتصور إنسان أنه يصل إليها بسهولة .. وكان يقتل الجنود والعملاء والمستوطنين في بيوتهم أو يغتالهم في محلاتهم .

. وكان جريئا إلى حد التهور حتى قيل إنه قام باثنتي عشرة محاولة لاغتيال المجرم ( غراتسياني ) في مقر إقامته في ( قصر الجخ )

أواخر عام 1931م .

وتنفيــذا لاقتراحــه الذي لقي قبــولا وارتياحا لــدى السلطات الإيطالية استقل ( دوداتشي ) سيارة يرفرف عليها علم

أبيض  وذهــب لمقابلة ( الوكواك ) في عرينه .. وعرض عليه تسليم نفسه للسلطات الإيطالية .. ويضمن له في المقابل حياته

 وحريته .

ووافق ( الوكواك ) الذي ضاقت به الدنيا وضاق بها .. وافق على وقف عملياته  الجهادية وسلم نفسه للسلطات الإيطالية شريطة أن

 تكف عن مطاردته .

وضمن له ( دوداتشي ) كمتصرف الجبل وعضو في الحزب الحاكم كل ذلك .. وأبرق إلى قائده ( غراتسياني ) يزف له خبر تجميد

 مقاومة ( الوكواك ) .

لكن ( غراتسياني ) الذي لم يعجبه ذلك الاتفاق .. أرسل إلى ( دوداتشي ) يقول له :   ' إذا وجدتم عيسى الوكواك ميتا   فيجب

إعدامه مرة أخرى من باب التمثيل به '

وتزامن ذلك مع موجة من حملات الرأي العام الإيطالي في برقة ضد العفو عن ( الوكواك ) ومن جملة من اعترض على العفو عنه و

إطلاق سراحه مستوطنة إيطالية قتــل ( الوكواك ) زوجها في ( قاريونس ) غرب بنغازي فكتبت إلى رئاسة الأركان تقول فيها :

' أنا أعجب من جيش إيطاليا المدعوم بوسائل الفتك والدمار كيف يعجز عن القبض  على رجل بدوي حافي القدمين   يملك بندقية جل

 ذخيرتها من غنائم إيطالية .. أخيركم بين اثنين :  إما أن يعدم  عيسى الوكواك أو أن أنتحر  بعد أن أقتل معي ولدي الاثنين ' .

وفي يوم الثلاثاء الموافق 15 مارس : 1932م .. أعدم عيسى الوكواك .. رغم الاتفاق الذي أبرم معه ورغم عهود الأمان

التي أعطيت له .

الجالط الفرجاني

-الأسد في براثنه_


ينتسب هذا المجاهد المغوارإلى قبيلة الفرجان التي تستوطن سرت  ويشكلون فيها الأغلبية من بين سكانها .. لم يدون من

تاريخ الجهادي الكثير غير أن ما تناقلته الأجيال ويردده الرواة عنه..ينم عن شجاعة نادرة يعز وجودها .


فقد روي عنه أنه اصطحب ذات يوم ابنتيه وحمل متاعه على ناقته وأوغل في الصحراء مرتحلا وفي الطريق تراءت لهم على

البعد قافلة إيطالية قيل إنها كانت تضم ( 300 ) جندي .


قالت له ابنته عائشة : " هيا يا بوي نهربوا قبل ما يمسكونا " .


فرد عليها بثبات ورباطة جأش : " يا بنتي عايشة .. سبايس وقايلة .. اليوم يوم بوك يا بنيتي .. والله بوك ما يهرب يا بنيتي

 " .
وروت إحدى ابنتيه : أنه تحصن بناقته .. وبادر الإيطاليون بإطلاق الرصاص .. فقتل منهم ثلاثة ، قبل أن تتعطل بندقيته ..

ويتمكن الأعداء من محاصرته وقتله.


أطلق الإيطاليون سراح ابنتيه .. فتزوجت إحداهما من خليفة الدعيكي الزاوي وتزوجت الأخرى برجل من آل سيف النصر .






8*

خليل بو جار الله

_القناص الذي لا تخطأ رصاصته_


" بو جار اللــه " .. مجاهد فـذ من قبيلة " الدرسة ".. وقامة سامقة في ميدان الجهاد .. خاض العديد من المعارك وضرب أروع


الأمثلة في البطولة والشجاعة والإقــدام .. وترقى - عن جدارة - في سلم الجهـاد وفي معيـة المختار إلى رتبــة " كومندار" .


من مواقفه انه  وقف " بو جار الله " بكل شجاعة رافضا الفتوى التي أصدرها فقيه الدور : محفوظ الورفلي " الذي تساهل في فتواه

مع عملاء إيطاليا .. وأفتي بجواز مسح رأس العميل بالسيف بدلا من قطعه .

فأصر " بو جار الله " على تنفيذ حكم الله فيهم كي يكون القصاص بالقتل رادعا لضعفاء النفوس .. فلا يفكرون بعده في خيانة


 الوطن .

ولم يكتف " بو جار الله " بحكم القاص بالقتل وحسب .. بل إنه أصر - تماما كما أصر عمر بن الخطاب من قبل – على أن يقتل كل


مجاهد قريبه .. درءً للفتن وسدا للذرائع التي قد تدخل المجاهدين في دوامة الثارات القبيلة .. روي عنه أنه قال : ( لن أسمح أبدا

أن يقتل أحد قريبا لي وإذا ثبت أن أحد أبناء عمومتي تعاون مع الطليان فسأتولاه بنفسي ) .. ولم يكن تصريحه هذا .. مجرد رأي

 يتنصل منه متى أراد أو قول عابر لا يصدقه العمل ولا يثبت عند التطبيق .. بل إنه ــ كما أكد أحد الباحثين ــ قد قرن القول

 بالفعــل :

( ونفذ بنفسه حكم الإعدام في أحد أقاربه ممن ثبتت علي تهمة التعاون مع الطليان ) .

قبيل سفر العديد من المجندين الأحباش إلى بلادهم .. وبعدما استلموا رواتبهم .. وردت إلى السلطات الإيطالية أنباء عن تواجد


 مجموعة من المجاهدين بالقرب من منطقة مرواة .. فجردوا لهم حملة وأمروا الأحباش أن يشاركوا فيها على أن يباشروا أجازاتهم

 ويرتحلون إلى بلادهم بعد هذه الحملة مباشرة .. وامتثل الأحباش أوامر أسيادهم وشاركوا في تلك الحملة التي عرفت فيما بعد

 بمعركة : " الحبش الخواجه " .. فقتل معظمهم وغنم المجاهدون مستحقاتهم العسكرية .

ومن طرائف ما حدث في تلك المواجهة
( قتل " بو جار الله " حبشيا .. كان يحتفظ بمرتباته من الأوراق النقدية في أحد جيوبه الذي اخترقته إحدى الرصاصات .. فأحدثت


 في أوراقه النقدية ثقبا .. صار فيما بعد علامة مميزة حتى أن المجاهدين الذين تداولوا تلك العملة فيما بعد .. أسموها " عملة بو

 جارالله " .. أعترافا بختم رصاصته الذي لا تخطئه العين ) .






9*

أبوبكر بوزكري

_ظل عمر المختار الذي لايفارقه_




'بوزكري' مجاهد كبير من قبيلة المنفة .. من أقارب شيخ الشهداء عمر المختار .. كان يرأس حرس المعية المكلفون بحماية شيخ

الشهداء أي قائد الحرس الخاص للشيخ عمر المختار.


اقترح عليه إثنان من المجاهدين ينتميان إلى قبيلة العبيدات .. كانا صديقين مقربين له ... اقترحا عليه أن يهاجر معهما إلى مصر

 عن طريق البحر بعد استشهاد المختار.. رغم علمهما بعدم قدرته على السباحة .. فوافق ' بوزكري' على اقتراحهما دونما تردد ..

اعتقادا منه أن الهجرة بحرا أقل خطرا من الهجرة برا مرورا بالأسلاك الشائكة التي يصعب اختراقها .



وضعا قربتي هواء تحت إبطيه .. وقالا له استرخ بينما نسبح نحن بجانبك وانطلقوا من البردي بليبيا .. متجهين إلى السلوم في

مصر .

لكن وبعد انطلاقهما بقليل أقلع 'بوزكري' - الذي لم يتعود على ركوب البحر - عن فكرة الهجرة .. مفضلا الموت في بلاده .. على

 الموت غرقا .. فكان أن ودع رفيقيه قائلا لهما : ' مالي وللبحر .. إذهبا أنتما .. واتركاني هنا '


بعد هجرة رفقيه ظل 'بوزكري' ينتقل متخفيا من مكان إلى آخر .. ويأوي إلى كهف مهجور وحيدا وطريدا .. وضاقت عليه الدنيا بما

 رحبت .. وعز عليه وجود الزاد والمأوي المناسب .. فأصابه الوهن والهزال حتى صار كميت يسير على قدمين .



ولأنه كان بعلم بأن الموت أقرب إليه من أي شيء آخر .. فقد فضل أن يسلم تنفسه إلى السلطات الإيطالية ليرح نفسه من ضنك

 العيش ومشقة الحياة التي يكابدها .



وبالفعل ذهب إلى حامية طبرق .. ودخل على الحرس بهيئته الرثة وثيابه الممزقة وشعره الذي غطى وجهه بالكامل .



أثار منظره الرعب في نفوس الحرس فارتبكوا في بداية الأمر .. ثم صوبوا سلاحهم باتجاهه وألقوا القبض عليه وكبلوه بالسلاسل ..

وشكلوا له محاكمة في الحال محكمة صورية .. أمام مبنى المتصرفية في مدينة طبرق .



وأثناء التحقيق سأله أحد الضابط متهكما : لماذا تحمل بندقية فارغة أيها البطل .. ؟

فأجابه 'بوزكري' بلا تردد : عندما كانت محشوة بالذخيرة .. عجزتم عن مواجهتها .

وفي المحكمة اعترف 'بوزكري' بتهم القتل المنسوبة إليه جميعها وسألوه عن بندقيته فقال : غنمها من شاويش قتله في الحطية في

وسط طبرق .



وأثناء المحاكمة ومن باب الإساءة إليه اتهموه بالسرقة وأتوا بعميل ليبي كشاهد زور على تلك التهمة .. فرد عليهم 'بوزكري'

 بغضب : أنا لست سارقا .

وكان من بين هيئة المحكمة الشيخ عبد الحميد عطية الديباني الذي طلب منه 'بوزكري' لكونه شيخا وعالما في الدين بأن يخبر

 الطليان بلغتهم التي يجيدها .. عن أيهما أشد جرما وأشد عقوبة .. القتل أم السرقة..؟



ثم وجه كلامه إلى المحققين قائلا : لقد اعترفت لكم بقتل جميع الضباط الذين اتهمتموني بقتلهم .. ولو كنت سارقا لاعترفت لكم بذلك

 لأنها أقل جرما وأخف عقوبة .

وبعدما أنهى كلامه نظر إلى شاهد الزور نظرة ازدراء وتحقير .. وقال له : إن السارق الحقيقي هو من على شاكلتك .. ألا ترى أنك

 تلبس أفخر الثياب .. وألبس أنا هذه الأسمال البالية والخرق المتهرئة .. من أين لك بهذا الجرد الحريري وهذه الفرملة الفاخرة .



وبعدما نطقت المحكمة بحكم الإعدام قال لهم 'بوزكري' : ' هل لي أن أرى الآمر .. أريد أن أخصه بخبر هام ' .

وأسرعوا إلى الآمر يخبرونه بذلك .. فأعتقد الآمر أن هذا الخبر الهام لا بد وأن يكون مكان تواجد بقية المجاهدين .. فجاء على

 عجل ليعرف مكان تواجدهم عله ينال بذلك المكانة التي ينشدها والتقدير الذي ينتظره من قادته ومرؤوسيه .

وقف الآمر قبالة 'بوزكري' مباشرة .. وقال له : تريد أن تخصني أنا بالذات بخبر هام .. فما هو هذا الخبر الهام .. ؟

استجمع 'بوزكري' كل ما في فمه من لعاب .. وبصق على وجهه قائلا :

' هذا ما أردت أن أخصك به دون غيرك '

غضب منه الآمر أشد الغضب .. وأمر بشنقه في الحال .. وترك ثلاثة أيام كاملة معلقا على أعواد المشنقة .

حدث ذلك في خريف عام : 1932م .. ولعله بذلك يكون آخر من أعدم شنقا من المجاهدين .

أبرق الآمر بعد ذلك إلى معتقل العقيلة - حيث عائلات المجاهدين - يطلب منهم تأخير إطلاق سراح العائلات ثلاثة أشهر حتى

 يتمكنوا من تصفية بقية فلول المجاهدين .





10*

عبد السلام الكزة

_شاعر المقاومة_

مجاهد مغوار وشاعر كبير واحد اعلام الجهاد المشهورين شارك في العديد من المعارك التى دارت حول

بنغازي وسلوق والابيار وشيخ من شيوخ قبيلة العواقير أشاد به وبمناقبه العديد من الشعراء ومدحوه كثيرا

 قاد معركة الحقيفات وهو في الثمانين من عمره ولم يتقاعس عـن آداء دوره في الجهاد رغم كبر سنه. فاقت شهرته كشيخ قبيلة

 على شهرته كقائد من قادة الجهاد. وقد مدحه عدد من كبار الشعراء المعاصرين له مشيدين بشهامته وشجاعته هاجر إلى مصر

واقام فيها حتى توفي ودفن سنة 1940م. 






11*

سليمان بومطاري

_نسر الصحراء_



 بومطاري هو أحد شهداء الكفرة وصقور الصحراء خاصة في ملحمة "مرحب بالجنة جت تدنى" الذي استشهد في الهوارية دفاعا

 عن بلدته وأهله في 18 يناير 1931م وكعادة غراتسياني في التشفي برؤية ضحاياه منكلا بهم فقد طلب رأس الشهيد بومطاري

 ومن ثم بُعث بالرأس إلي إيطاليا لحد يومنا هذا لايعرف مكانه.





12*

يوسف بورحيل

_نائب عمر المختار وخليفته في قيادة المقاومة..العقل المدبر للمقاومة_



ولد يوسف بورحيل المسماري عام1866م تقريبا بمنطقة مدور الزيتون بالقرب من قرية تاكنس شرق مدينة المرج وهو من بيت

حسن من عائلة خضرة من قبيلة المسامير المعروفة بالجبل الأخضر وهي من قبائل المرابطين وأمه فاطمة الكريه من قبيلة القطعان.


عرف يوسف بورحيل بلقب بوخديدة لأنه سقط في النار وهو طفل صغير ولهذا تأثير خده الأيمن وجفن عينه أيضا وبقي اثر هذا

الحرق واضحا علي وجهه حتى استشهاده.


كان متوسط الطول يميل إلى النحافة ابيض البشرة وأيضا وكان يمتلك أناقة يهتم كثيرا وقد برزت من خلال مظهره الأنيق شخصية

مميزة بين رجال عمر المختار وكان منضبطا في حياته عسكريا وأخلاقيا وكان فقيها في أصول الدين كما انه امن من الطراز الأول

 يمتلك موهبة عالية في الحديث واللباقة ولذالك وصفه الشيخ عبد السلام الكزه آنذاك بأنه عقل حركة الجهاد(العقل المدبر).


 تعرف بورحيل علي عمر المختار بزاوية الجغبوب وكان يكبره بسنوات وأصبحت هناك علاقة قوية بين الرجلين.


بعد تلقي بورحيل دروس علوم القران أصبح معلما في زاوية القصور حيث كان عمر المختار شيخا لها وكثيرا ما كان بورحيل ينوب

عن المختار في الإشراف علي تعليم الصغار وتسهيل الأمور للمعلمين وللطلبة بزاوية القصور.

 وعندما تشكلت الأدوار للمرة الثانية بعد عام 1923م بقيادة عمر المختار نشبت عدة معارك بطولية اظهر فيها بورحيل براعة في

تدبير الخطط الحربية واستغلال أفضل الفرص لضرب الأعداء ضربا موجعا بأقل الخسائر مما زاد صلته بعمر المختار فأصبح وجوده

بالدور ضرورة لإستراتيجية إدارة المعارك وتمديد مواعيد ومواقع الهجوم وكانت له نظرة صائبة وفكرة صحيحة وعبقرية عسكرية

 تدير المعركة ولإلحاق اكبر الخسائر بالخصم مع النجاة من أي ضرر قدر الإمكان.


كان بورحيل يقود احد الأدوار العسكرية في حركة الجهاد وهو دور البراغيث وقد شارك بورحيل في اغلب المعارك التي قادها عمر

المختار وكان بورحيل الذراع الأيمن لعمر المختار وشريكه في خطط الحرب ورجل أمنه في المفاوضات وعقله الراجع في منازعات

القبائل حيث قال عنه شيخ الشهداء (لا يوجد عمر المختار بلا يوسف بورحيل)..

 لذالك عندما استشهد الفضيل بو عمر (الذراع الأيسر للمختار)

تولي بورحيل كتابة مراسلات عمر المختار بل اعتمد عليه في جميع الأمور حتى أن

 غراسياني أطلق عليه (قائما بإعمال القائد) ولهذا صار احد شروط سلامة الدور وجود بورحيل فيه واصدق دليل علي ذلك انه قاد

 اكبر معارك عام1923م وهي معركة جردس والتي هزم فيها الغزاة الطليان وكانت الغنائم فيها كبيرة للمجاهدين.


ظل بورحيل يخطط ويهاجم الغزاة تحت أمرة عمر المختار حتى استشهد عمر المختار في عام 1931م لذلك اجمع اغلب قادة الأدوار

 والمجاهدين علي اختياره قائدا للجهاد وكلف المجاهد احمد الشريف السنوسي بورحيل لقيادة حركة الجهاد رسميا وقال في رسالته

بان(هذا التعيين ليس منا لكنه بناء علي توجيهات عمر المختار في وصيته عن الجهاد)

 وهذا يدل علي مدي ثقة عمر المختار باستمرار حركة المقاومة تحت قيادة بورحيل بعد غياب عمر المختار عن ساحة

 الاحداث كما أرسل احمد الشريف رسالة شخصية الى بورحيل وأوصاه فيها بتقوى الله في السر والعلن والصبر والجد والإخلاص في

العمل لله ورسوله والوطن والمسلمين والاستمرار في الجهاد على نهج عمر المختار.


استلم بورحيل حركة الجهاد قائدا جديدا يتحمل أصعب مسؤولية عرفها في حياته ولم يتأخر بل انتهج خط رفيقه وقائده في المقاومة

الوطنية ولكن الواقع علي الأرض أصبح شيئا أخر كما سبق ذكره وتغيرت طبيعية المعركة فقد وجد الغزاة حليفا عاتيا لهم وهو الجوع

 الذي كان موتا يهدد المجاهدين وكذلك انتشار الامراض والفقر بكثرة لذلك ترى الرجال تتأرجح من شدة الجوع والمرض وذلك

 حسب روايات المجاهدين.


لقد مرت أربعة أشهر مريرة وطويلة علي استشهاد عمر المختار واستلام بورحيل لقيادة المجاهدين ولم يتوقف خلالها القتال يوما

واحدا بالرغم من الحصار ونقص الامدادت الغذائية والحربية التي كانت تمر عبر الحدود التي أغلقها الغزاة الطليان أما بالأسلاك

الشائكة او الحراسة المشددة كما أن المعتقلات الجماعية التي أقامها الغزاة أحكمت القبض علي الأهالي التي كانت تمد المجاهدين

 بالتموين والمعلومات عن تحركات وأماكن العدو.


شعر بورحيل بهذا الواقع الصعب وانه استلم مهام صعبة جدا في ظروف غير ملائمة ورأي بعينه رجاله بلا سلاح ولا ذخيرة ولا طعام

ومنهم من أصبح غير قادر علي حمل السلاح من شدة الإنهاك الجسمي لذلك أدرك بورحيل في ظل هذه الظروف بان نهاية الجهاد قد

 دنت وأصبحت واضحة وأن شرف الخروج من هذه المحنة أصبح شيئا حتميا لكنه خروج دون تنازلات ولا خنوع ولو كان الثمن

الموت لهذا عقد بورحيل اجتماعا بالمجاهدين وقادة الأدوار العسكرية وقال لهم ((لقد هاجر أحباب من قبل وهم موزعون علي

السودان ومصر ومناطق أخرى وقد قمنا بما يحتمه الواجب المقدس وواجب الوطن العزيز ولم يبقى اليوم جهد للنضال وايطاليا

تطالبنا بالاستسلام وإلقاء سلاحنا وهذا معناه العار والذل))

وفي نفس الاجتماع طالبهم بإعداد خطة وحكمة لمهاجمة الأسلاك الشائكة على الحدود المصرية وخروج نحو منطقة السلوم ومنها الى

مصر حتى يصبح هناك تجمع خارج الوطن لحركة الجهاد في ظل ظروف أحسن من التواجد في الداخل حتى لا يتم القضاء نهائيا على

 الحركة الجهاد وكانت الخطة تقتضي بتقسيم المجاهدين إلى أربعة مجموعات وكانت اكبر مجموعة قادها المجاهد عبد الحميد العبار

والمجاهد آدم المنصوري وبلغ عددها حوالي 74 مجاهدا حيث تمكنت هذه المجموعة من عبور الأسلاك والحراسة الايطالية المشددة

 واتجهت إلى منطقة السلوم أم المجموعة التي قادها بورحيل فقد اصطدمت بدورية ايطالية كبيرة بقيادة الملازم الايطالي برنديسي مما

اضطر بهم للعودة داخل الحدود وقد قامت معركة على الحدود بين الطرفين في 19 ديسمبر 1931م قرب زاوية أم ركبة- منطقة تقع

شرق مدينة طبرق بمسافة 125كم- ولكن الدورية الايطالية إحاطة بالمجموعة المكونة من يوسف بورحيل وثلاثة من رفاقه فاضطروا

 إلى ترك خيولهم تحصنوا باحدى المغارات وصمدوا وقاتلوا حتى استشهدوا جميعا وكان البلاغ الايطالي الصادر في أول فبراير من

عام 1932م بأنه ((عندما انتهى إطلاق النار مع مجموعة من الثوار حاولت اقتحام الحدود المصرية تقدم نحوهم الملازم برنديسي

 فوجد أربع جثث لم تزل بنادقهم حامية في قبضة أيديهم وكان احدهم يوسف بورحيل وقد اظهر مع رفاقه الثلاثة بسالة حتى أخر

 دقيقة في حياتهم)).

ملف:Alabbar.jpg


وبهذا استشهد يوسف بورحيل المسماري داخل حدود وطنه وكان حلمه قد تحقق عندما قال لأصحابه وهم متجهون نحو الحدود

المصرية ((أما انتم يا إخواني فشباب*لكم في مصر اسر* ولكم في العمر براح* أما إنا فقد جاوزت الخامسة والستين ولا أرى أن

هناك مدفنا يليق بي خارج هذا الوطن وفي غير هذا الميدان)).


ولم يكتفي الغزاة الطليان علي عادتهم بقتل يوسف بورحيل ورفاقه الثلاثة بل تم التمثيل بجثثهم آنذاك وقطع رأس يوسف بورحيل

بالقرب من زاوية أم ركبة ونقل رأسه في علبة صفيح إلى البردي للتعرف عليه ثم نقل رأسه إلي المعتقل بنينة لعرضه على الأهالي

المحتجزين داخل المعتقل وذلك للحط من معنوياتهم وإجبارهم علي الاستسلام التام للغزاة الطليان.

وبوفاة المجاهد يوسف بورحيل المسماري أصدر (بادليو) الحاكم الإيطالي  بيانا في 24 يناير 1932م

أعلن فيه انتهاء العمليات العسكرية في المنطقة الشرقية وقضائها على حركة الجهاد في ليبيا بشكل كامل وجاء البيان كالتالي :

" أن العصيان في برقة قد قضي عليه نهائيا ..ولأول مرة بعد عشرين سنة من النزول على هذه الأراضي

تم احتلال المستعمرتين بكاملهما وأعيد إليهما السلام ... "



هذه قائمة أسماء مبسطة لرجال المقاومة الليبية ضد الاستعمار الايطالي..في القرن العشرين":

(1) عمر المختار
(2) حسين الجويفي
(3) يوسف بو رحيل
(4) الفضيل بوعمر
(5) عبدالحميد العبار
(6) حمد بوخيرالله الرحماني البرعصي
(7) خليل بو جارالله الشعيبي الدرسي
(8) اقطيط موسي الحاسي
(9) عيسى الوكواك العرفي
(10) صالح بو مطير العوكلي العبيدي
(11) سعيد بو جربوع العبيدي
(12) عبدالله حفالش البرعصي
(13) التواتي عبدالجليل المنفي
(14) محمد بونجوى المسماري
(15) عبدالله بوسلوم البرعصي
(16) عبدالحق الحاسي
(17) علي باشا العبيدي
(18) عبدالسلام بونصيرة البرعصي
(19) جادالله النيان الدرسي
(20) حمد بوشعيب البهيجي المغربي
(21) محمد الشويخ البرعصي
(22) عبدالسلام محمد دجاجات العريفي البرعصي
(23) ابراهيم الفيل العريبي
(24) مصطفى البقيليل العبدي البرعصي
(25) محمد عسل الدرسي
(26) صالح بو عرقوب البرعصي
(27) عوض العبيدي
(28) الصديق بو هزاوي المسماري
(29) العقاب العبيدي
(30) عمران بوسريرة البرعصي
(31) المهدي بوخليل الواحدي
(32) عبدالرازق بالضباع العوامي
(33) بالقاسم بوزرزور البرعصي
(34) سعيد بوحويريش البرعصي
(35) علي مبارك اليمني
(36) عياد بوبالقاسم البرعصي
(37) خليفة بولسود البرعصي
(38) يونس الصغير البرعصي
(39) عبدالحميد بوسقاوة البرعصي
(40) عبدالمالك بن علي الدرسي
(41) بوحوا العبدي البرعصي
(42) حمد الصغير البرعصي
(43) بوشنيف الكزة
(44) صالح باشا الاطيوش
(45) محمد بوفروه
(46) دلاف عبدلله حفالش
(47) صالح بوشامخ
(48) سليمان رقرق
(49) بومطاري الزوي
(50) أحمد الشريف السنوسي


 أسأل الله أن يرحمنا ويثبتنا عند الموت ويختم بالصالحات أعمالنا.

ـ انتهى ـ


تعليقات

  1. المجاهد عمر المختار المنفي،

    ردحذف
  2. المجاهدين من قبيلة المنفه قبيلة شيخ الشهداء عمر المختار
    عمر المختار المنفي، عمر بوالحمرة المنفي،دربي عقيلة المنفي، سليمان حسين لامين المنفي، عبدالقادر يحيى جبريل المنفي، عمران احميدة عقوب المنفي، سالم سليمان عياد المنفي، عبدالرحمن حماد بوبكر المنفي، التواتي عبدالجليل العرابي المنفي، المتخطري بو الحمرة المنفي، صالح لامين الطاجون المنفي، عبدالنبي سعد بوسيف المنفي، امراجع حسين إبراهيم المنفي، قاسم حسين فضيل المنفي، سليمان عبدالغفار المنفي، سعد بوبكر بوشعراية المنفي،ابوبكر بوزكرى المنفى

    ردحذف
  3. السلام عليكم .المجاهد رمضان صالح العدلي قائد معركة عين غزاله.والمجاهد يونس البقان العدلي.والمجاهد صالح بصوكايه العدلي.وغيرهم من المجاهدين.لم تذكرهم.وللعلم المجاهد رمضان صالح العدلي هو من اعطى جواده للشيخ الشهداء عمر المختار

    ردحذف
  4. الله اكبر تاريخ برقة ضد الجهاد سطر بدماء اجدادنا ومعتقلات والمقاومة لم نسلم في الوطن

    ردحذف
  5. المجاهد أكريم بولهيضه النعاس لعبيدي احد المجاهدين واحد اهم الشخصيات التي كانت مع بو العبار عند نزوله لمصر

    ردحذف
  6. المجاهد أكريم بولهيضه النعاس لعبيدي احد المجاهدين واحد اهم الشخصيات التي كانت مع بو العبار عند نزوله لمصر

    ردحذف

إرسال تعليق

لا تذهب قبل ان تضع تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأمثال الشعبية الليبية

غـــنـــــاوي وشـــتـــــاوي على ( الــــقــــــديـــــــم )

ما بي مرض غير دار العقيلة.. للمجاهد الفقيه رجب بوحويش