عشائر وقبائل برقة في مواجهة إبادة عرقية!!
|
Qaddafi: Genocide Against Cyrenaica
Prison Massacre in Tripoli - Libya - June 28-29, 1996
أننى احترم الأدمن BG_27 وخاصة عندما أحضر أبو ذاوود وطلب منة أن يشرح لنا لماذا الرسول "صلعم" تزوج من عائشة وهى لم تتجاوز العاشرة من عمرها, حيث قال أن عائشة في ذلك السن كانت "منفجة على صغر سنها" . رغم أنني لم نقتنع بهذه الإجابة ولكن أبوذاوود يعتبر أحد جهابذة الدين الأسلامى , وله فتاوى عديدة فئ أوصول الدين والسنة والفقة وهو سلفي عتيد يعتد بأقواله فئ أمور الدين الأسلامى . رغم علاقته الحميمة بنظام طرابلس الشر. ولكن والحق يقال ابوذاوود فقيه وعلامة في الشريعة الإسلامية لا يشق له غبار فئ إصدار الفتاوى المتعلقة بحياتنا الاجتماعية والمثل يقول "أعطى الخبز لخبازه ".
وبعد الأستماع لحديث أعداء النجاح من أمثال dr. Siptimous رحل كل منا إلى سبيله حيث انتهى بى المطاف شخصيا فئ غرفة فوزي العرفية ومكثت بها حوالي النصف الساعة . وبعدها استقبلت مكالمة من أحد الطلبة اللذين قمت بتدريسهم علم البلاغة وفن التناظر فئ عام 2002 وهو أمريكي ينحدر من أصل لبناني حيث قال لي أنني أتابع فئ أنشطة هذه الغرف عن كثب منذ وقت ليس بالقصير لأسباب لم يفصح عنها ولكنها تصب فئ خانة أمننا وأمن هذه الدولة من حقد الحاقدين. فقال لي أنني أستمع لأحاديثك فئ هذه الغرف من وقت لأخر مثلك مثل Preacher in brothels وفى نهاية المكالمة أثنى على فوزي العرفية وطلب منى أن أوصلة تحياته وتحيات عشاق دولة القانون فئ الولايات المتحدة الأمريكية وأنة على استعداد لتقديم العون والمساعدة فئ حالة طلبها . وبعد هذه المقدمة وجدت نفسي فئ مواجهة أسئلة جد محيرة .وهذه الأسئلة هي: لماذا تبكى طالبة علم الصيدلة Heart hope وهذا هو سمها على ضحايا مذبحة سجن أبو سليم وهى مسيحية كافرة حسب تصنيفكم للبشر .لماذا تبكى هذه الفتاة بينما النساء المسلمات في المناطق الغربية في ما كان يعرف بليبيا لا تتحرك عواطفهن الإنسانية اتجاه ما يحصل في برقة من مذابح وأهوال. قد تكون حالة تشفى من سكان هذه المناطق وهى حالة سيكولوجية لا علاج لها.لماذا تبكى النساء المسيحيات بينما النساء المسلمات في طرابلس وضواحيها يقفن متفرجات . هل الصمت هو علامة الرضا كما يقول فقهاء الشريعة؟ لماذا لا تجيبوا على هذه الأسئلة؟ هل هناك آيات قرآنية تنص على أن النساء المسيحيات أكثر رحمة من النساء المسلمات؟لماذا معظمكم موجود في الغرب المسيحي وتصفون هذه البلدان التي أعطتكم الأمن ولأمان بأنهم كفرة والكافر يستباح قتلة حسب الشريعة الإسلامية ؟لماذا تتلقون المساعدات من هذه الدول النصرانية وتقبضون"معاشات الهجاجيل" بينما تصفونهم بالكفر .هذا نفاق واضح فاضح!! ماذا يقول القران عن المنافقين من أمثال dr siptumus ؟
الدين أصبح مطية إن لم تكن أداتكم المفضلة في حربكم ضد المطالبين بالعزة والكرامة من سكان المناطق الشرقية . استخدام الدين بحجة التكفير أن لم يكن التشويه .تكتيكات قام بها القذافى من قبلكم بدون نجاح يذكر. رغم فشل القذافى في هذه المهمة لم تتعلموا من الإخفاقات التي حققها القذافى من جراء سياسة التشويه وطمس الحقائق. وللآ سف الأسيف تجاهل بعض من رواد هذه الغرف عن عمد ما قام بة القذافى من تصفيات عرقية ضد سكان المناطق الشرقية في ما كان يعرف بليبيا ابتداء بالمشانق التي نصبت في الميادين العامة و في محارب جامعات المدن الشرقية, مرورا بمذبحة سجن أبو سليم وحقن أطفال بنغازي بمرض الموت وسرقة نفط برقة وتركيع أهلها, وانتهاء بتفجير الطائرة القادمة من بنغازي وإسقاطها فوق طرابلس, ناهيك عن ما قام بة القذافى من تشويه للقران والسنة بل, أطلق على اللذين يؤدون شعائرهم الدينية بأنهم زنادقة وكلاب ضالة . ولكن يصدق على رواد هذه الغرف المثل القائل : "من لا يستطيع أن يضرب الحمار يضرب البرذعة " أخوتي في الإنسانية حق الإنسان في المعرفة، يعنى حق كل إنسان في حرية التعبير عن رأيه وحقه في معرفة كل ضروب المعلومات التي قد تؤثر فى مصائر الناس وعلاقتهم بالآخرين تأثيراً جسيماً. لقد كان من أفضال حرية الفكر والتعبير عن الرأي أنها زادت ولا تزال تزيد من عدد الخيارات والمعارف التي لم تعد موضوعاً للشك والخلاف ،بل عملت على تضييق هوامش الشك والخلاف.إذ من أصبح في مقدوره في عصر القرية الإلكترونية أن يدافع عن ظواهر يدينها الضمير الإنساني أو يسلب شعب برقة حقه في تقرير المصير؟
إن تقدم الأمم يمكن أن يقاس بعدد وأهمية الحقائق التي تثار الشكوك حولها. وهو أمر ما كان ليحدث لولا أن أتيحت للناس ديمقراطية المعلومات، كشرط لاستحثاث التشكك في الآراء السائدة، متضمناً في التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم المخالفة لفكر وآراء الأغلبية في مجتمعهم. إن خير امتحان للحقيقة هو قدرة الفكرة على تلقى القبول في ظل التنافس الحر في سوق الأفكار، وربما نجد في هذا التنافس نافذة نطل منها على فكر الآخر بالاعتراف به كفكر يحتمل الصواب ويختزن في داخله إمكانات الاقتراب من الخطأ، مما يعنى خضوع الفكر أو الرأي لاحتمالات الخطأ والبعد عن الحق اقتداءً بالمثل القائل "رأيي صواب ويحتمل الخطأ ورأى غيري خطأ ويحتمل الصواب" فإن كان بوسع البعض وبحق أن ينسب الفضل في أهمية المثل الذي يحمل في طياته (تضييق هوامش التعصب للرأي وتوسيع دائرة الانفتاح على الغير) إلى الدروس والتجارب التي استقتها البشرية من وحى عصر المعلومات. فقد شهد تاريخ الإنسانية أنواعاً عديدة من المعتقدات التي فرض على الناس قبولها، بل حُذِّروا من عدم الانصياع لها . أو الكلام عنها. وطغى هذا الانصياع على الفرد حتى فرض نفسه على ضمائر البشر وذواتهم وأفكارهم. وأي نقد لهذه المعتقدات يعد جريمة لا تغتفر وكأنها أصبحت واجباً قدسيّاً. غير أن العقل إنما يخون وظيفته وبالأحرى طبيعته ،إن هو أذعن لطغيان التحكم أو للقيود المفروضة على حريته. والحقيقة أن مشكلة الكثيرين ممن يقمعون الفكر والرأي الآخر من رواد غرف البالتوك هي أنهم لا يملكون قوة مقاومته ،ولذلك فإنهم يدافعون عن إفلاسهم الفكري بالعمل على محاصرة الرأي المخالف وقمعه مستخدمين في ذلك لغة القبضة المغلقة بمختلف صورها كالحديث عن نار جهنم وسعيرها. ولعل التفاوت التكويني في الاستعدادات والمكونات والاختلافات وجد لخلق البواعث والمحفزات للتلاقي والتفاهم. فالوعي الإنساني العام هو غاية التفاهم والتعايش السلمي، وذلك لما يفرزه ذلك التفاهم من إيحاءات يُفترض لها أن تقود الإنسانية إلى حوار مفتوح فيما بينها لتضييق حدود الشك والخلاف. وإذا كان قد ورد النهى عن التكلم في ذات الله، والمرأة والسياسة فليس ذلك بسبب عقدة التحريمTaboo في هذه المسائل، بل بسبب أن الإنسان الدوغماتى Dogmatic لا يملك السبيل إلى المعرفة في هذه الجوانب والتفاصيل المتعلقة بها. والملاحظ أن أولئك الذين يهمهم تأكيد سلطان العقل، كانوا دائماً أقلية صغيرة من المفكرين الذين فَضلِّ بعضهم الزنازين ومواجهة الموت على إخفاء آرائهم. !!
أما طغاة طرابلس فقد لجاؤا في حربهم ضد سكان برقة إلى استخدام لغة القبضة المغلقة ابتداءً بالعنف المادي، مروراً بسرقة النفط والإمعان في سياسة التجويع وانتهاءً بالقمع الفكري . وقد لجأت طغمة طرابلس أحياناً إلى استخدام سلاح المفكرين بالعزف على وتر الجهوية من أمثال رجب أبو دبوس وعلى فهمي خشيم ومعظمهم من سكان المناطق الغربية في ما كان يعرف بليبيا ، غير أنها دائماً تخرج من المنافسة خاسرة ،كما هي الحال في شراء ذمم بعض المفكرين. إلا أن أضعف نقطة في المركز الاستراتيجي لطغمة طرابلس الشر هو أن هؤلاء الأشخاص الذين تهامشت معهم لم يستطيعوا أن يحولوا بين أنفسهم وبين لغة القبضة المفتوحة المستندة على الأدلة والبراهين والحجج العقلية، مما أدى إلى حدوث شروخ وانقسامات في صفوفهم ،وإلى إتاحة فرصة النصر للعقلانية في نهاية المطاف.!!
ونحن نعلم أن حرية الرأي تقوم أساساً على مبادئ متفق عليها عالمياً وفقاً للمادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. مع وجود مؤسسات ترعى ذلك الحق. فكيف يمكن لنا أن نعتمد في عصر القرية الإلكترونية على ثقافة سياسية نجد أن الوجه الأساسي في ممارسة حرية التعبير فيها يتمظهر في رأى الفرد الذي تحكم فرديته ومزاجه وبطانة السوء غالباً، أكثر مما تحكم العقلانية وحرية الفكر؟
عداء رواد بعض غرف البالتوك لثقافة حرية الرأي في عصر المعلومات شيء يلفت الانتباه، ذهنية تقف ضد المثقف وتتهمه بتلويث الدين والسياسة والثقافة. ولا أظن أن محنة المثقفينintelligentsia في ما كان يعرف بليبيا تخفى على أحد . اللهم إلا أولئك الذين يقفون في أبواب الحكام من أصحاب الثقافة التبريرية Sanctification التي تعمل على شرعنه قهر برقة وسرقة نفطها وتركيع أهلها بترديد المثل الشعبي القائل:"كلها مضروبة بعصا وحدة". ولا تزال الذهنية المنادية بالوحدة الوطنية باسم الحفاظ على ليبيا موحدة تعيد إنتاج المحن بوقفها ضد الآراء التي تنادى بإعادة العزة والكرامة لشعب الشرق المكلوم، بل تعمل على تهميشه ومراقبته تارة باسم الدين وتارة باسم الوحدة الوطنية. وكل هذه في اعتقادنا مؤشرات على عدم قبولها لفكر الآخر.!!
إن وقوف طغمة طرابلس الطغيان والمتحالفين معها في غرف البالتوك ضد فكرة حق تقرير المصير لسكان المناطق الشرقية في ما كان يعرف بليبيا يوحى بموقف هذه الشريحة المستفيدة من ثروات برقة المنهوبة بل،إلغاء فكرة حق تقرير المصير لسكان برقة وتكريس فكرة القطيع والراعي، حيث الراعي هو المدبّر والموجه الفاعل في مقابل العبودية والذل والهوان التي يعانى منها سكان المناطق الشرقية.
لست في شك أن طغاة طرابلس والمتحالفين معهم في غرف البالتوك ،مثّلوا المكابح أمام دخول عصر المعلومات ووقفوا من حرية الرأي والتعبير التي ينادى بها عصر المعلومات موقفاً عدائياً سافراً. وهؤلاء يروجّون لأفكارهم التي تقول إن لدى الإسلام الحل، فلا هم جاءوا بهذا الحل،ولا هم تركوا الآخرين يجربون حلولهم بحرية.لم يدرك طغاة طرابلس والمتحالفين معهم في غرف البالتوك أن استخدامنا القسرى لما ينتجه الغرب على مستوى التكنولوجيا ،جعلنا نعيش في قرية كونية يستمع كل منا للأخر. وبفضل عقدة التعصب التي يعتنقها بعض رواد غرف البالتوك ,أصبح لا مناص لنا من مسايرة الفكر الذى انبثقت عنه هذه التكنولوجيا، أى أنها أوجدت حالة أيديولوجية جسّدتها الحتمية التكنولوجية . وهذا شيء طبيعي فنحن أصبحنا أمام ثقافة وحضارة تبلغان من القوة ما يجعلنا لا نستطيع الاستغناء عنهما ونحن رهائن عقدة الإسلام هو الحل. ومن ثم وضع طغاة طرابلس شعب ما كان يعرف بليبيا في موقع الاقتبال الأجنبي. فشعب ما كان يعرف بليبيا مازال في أوضاع تسمح للأجنبي "الإمبريالي" بالعيش في نفوسهم تتملقه باستعمال واستخدام صناعته وتقنياته وأدواته الحضارية ، ومن ثم أصبح يتوجه إلى الأجنبي قسرياً وكأنه مصابة بداء التكرر القسرى المتمظهر في الانتحاء أو الدوران نتيجة المنبه المتمثل في الصناعات والتقنية الغربية، وهذا الانتحاء أو الدوران معروف في نبات عباد الشمس أو دوران لشمس Sunflower . إن الاستشماس لدى نبات عباد الشمس هو الدوران في النبتة صوب الشمس، وانتحاء رواد غرف البالتوك صوب الغرب صوب الشمس باستخدام تقنية الانترنت هو اتجاه قسرى لاصق بكينونة وصيرورة الحياة في عصر المعلومات، كي تبقى نبتة عباد الشمس حية تنتحي أو تتجه باتجاه الشمس اتجاه الغرب الحضاري . والانتحاء أو الدوران نتيجة المنبه لا يقتصر عليهم فقط، بل على حلفائهم في طرابلس الخذلان كذلك، متمثلاً في اقتناء وركوب السيارات الغربية الفاخرة من قبل القذافى وأبناء عمومته، الذي يعد مظهراً استشماسياً على مسرح الحياة اليومية أو معبراً عن علاقة طغاة طرابلس بالغرب الصناعي، وهذا يعد مظهراً آخر من مظاهر العارض النفسي عند رواد غرف البالتوك وحليفهم القذافى ، فمن جهة القذافى يود أن يجعل الآخرين يرون ممتلكاته ،إلا أنه من جهة أخرى يخاف تلك النظرة منهم. القذافى بحاجة لمسرح يعرض عليه تلك السيارات والمقتنيات الغربية الفاخرة. ولكن هذا لا يشفى غليله لأن المسرح ضيق والمسرح في هذه الحالة خصم أكثر مما هو محايد!!
لهذا وفي المنحى ذاته لا ينبغى على المفكر ،بل لا يحق للإنسان المثقف بالمعنى الحقيقى للكلمة ، أن ينسحب أو يستقيل من البحث والتفكير ومن نقد الآراء وتقييمها ؛وذلك أنه إذا استقال المثقف أو ترك مسئولية النقد والتفكير فكأنه تنازل عن حريته واستعفى من وجود ذاته!!
ولنا عودة أشد قسوة علما بأنني لم أرد على الأسماء المستعارة لأنها معارة!
د. جاب الله موسى حسن
Jaballa60@yahoo.com
تعليقات
إرسال تعليق
لا تذهب قبل ان تضع تعليق